حذّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني من قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بدفن العشرات من ضحايا محرقة المهاجرين الأفارقة بشكل عشوائي في مقبرة مستحدثة بإحدى ضواحي العاصمة صنعاء. وأوضح الإرياني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، أن الميليشيا تقوم بدفن الضحايا بشكل جماعي من دون استيفاء بياناتهم الشخصية واستكمال التحقيقات، استباقاً لتشكيل لجان دولية للتحقيق في الحادثة والكشف عن ملابساتها. وأشار إلى أن محاولات الميليشيا دفن القضية وإغلاق الملف عبر الدفع بإجراءات شكلية يؤكد تورطها في جريمة الإبادة الجماعية لمهاجرين أفارقة رفضوا الالتحاق بجبهات القتال أو دفع فدى مالية، لافتاً الانتباه إلى مساعي الميليشيا لاستثمار الحادثة لجني مكاسب مادية تحت مبرر معالجة الضحايا وتوفير مراكز إيواء مناسبة. وجدد الإرياني، المطالبة بتحقيق دولي محايد وشفاف لكشف تفاصيل الجريمة ومحاسبة المتورطين فيها من قيادات الميليشيا بوصفها جرائم حرب، داعياً إلى الضغط على الميليشيا لوقف تجنيد اللاجئين والمهاجرين الأفارقة واستغلالهم في أعمال حربية، وإطلاق المحتجزين احتراماً لالتزامات اليمن في هذا الجانب والسماح لهم بحرية الحركة أو العودة الطوعية الآمنة. صواريخ الانقلابيين البالستية تقصف مركزاً لتوزيع المساعدات في تعز ميدانياً، أحرز الجيش الوطني اليمني مسنوداً بالمقاومة الشعبية، خلال الأيام الماضية تقدمات جديدة ومتزامنة في ثلاث جبهات رئيسة شملت مأرب وتعز حجة، وسط انهيار كبير في صفوف الميليشيا. وقالت ثلاث مصادر عسكرية ل"الرياض": إن قوات الجيش والمقاومة حققتا تقدمات جديدة في مديرية المشجح بمحافظة مأرب، وفي الجبهة الغربية بمحافظة تعز، إضافة إلى تقدم كبير في مديرية عبس بمحافظة حجة، وسط خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الميليشيا. وقال أحد المصادر - طلب عدم الكشف عن هويته -: "قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية، أحرزت تقدماً كبيراً في تعز، استكملت خلالها السيطرة على منطقة الطوير الإستراتيجية، وتعد مركزاً قيادياً للميليشيات في الجبهة الغربية، كما استكملت تحرير سلسلة جبال الزهيب وجبال الغباري". والتحم الجيش اليمني من مديرية مقبنة، مع قوات الجيش القادمة من مديرية جبل حبشي، إضافة إلى التحام جميع القوات بوحدات من القوات المشتركة وألوية العمالقة، وشنت هجوماً واسعاً من ثلاثة محاور بشكل متزامن، واستمرت في عملية التقدم، ووصلت إلى سلسلة الجبال المطُلة على مدينة البرح، وباتت القوات على بعد خمسة كيلو مترات فقط من المدينة، وسط حالة هلع وخوف في صفوف الحوثيين. وذكرت المصادر أن خسائر الحوثيين خلال الأيام الماضية في الجبهة الغربية بمحافظة تعز، بلغت أكثر من 300 قتيل، ومئات الجرحى، إضافة إلى استسلام العشرات، وإعلان المئات من المتورطين مع الميليشيا تخليهم عنها، استجابة لنداء قيادة الجيش اليمني وقيادة السلطة المحلية بتعز التي أعلنت عفواً عاماً ودعت جميع الذين تورطوا بدعم الحوثي في وقت سابق للتخلي عنها والالتحاق بالجيش أو البقاء في منازلهم. وكعادة الميليشيا عقب كل خسارة، فقد حاولت تفريغ غضبها والتعويض عن خسائرها بقصف المدنيين بصواريخ بالستية وكاتيوشا وقذائف مدفعية استهدفت القرى المكتظة بالسكان في مديرتي مقبنة وجبل حبشي غرب تعز. وقالت قيادة قوات محور تعز: "الميليشيا استهدفت مركزاً لتوزيع المساعدات الإنسانية في منطقة الكدحة غرب تعز، وسقط على إثره أكثر من 20 ما بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين، بينهم أطفال"، مؤكدة أن الميليشيا استهدفت المدنيين بصاروخ بالستي أثناء تجمعهم في مدرسة طارق بن زياد لاستلام مساعدات إغاثية. وفي محافظة حجة، واصل الجيش اليمني بإسناد من مقاتلات التحالف العربي، تقدمه في مديرية عبس، وسيطرة على أكثر من 16 موقعاً، كما تمكن من تحرير عزلة بني حسن بالكامل إضافة إلى 12 قرية، ووصل إلى مشارف سوق البدح الذي تتمركز فيه الميليشيا، تزامناً مع شن مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات استهدفت مركز قيادة الحوثيين وسط خسائر كبيرة في صفوفهم. وقالت المصادر ل"الرياض": إن الجيش الوطني تمكن من أسر فصيلاً كاملاً من الحوثيين، أثناء محاولتهم استعادة أحد المواقع التي سيطر عليها الجيش اليمني، كما سقط نحو 130 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً في صفوف الميليشيا منذ صباح الجمعة، إضافة إلى استيلاء الجيش على أسلحة ثقيلة ومتوسطة بينها عربة BMB وأطقم عسكرية، وأسلحة رشاشة. وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية: إن طيران تحالف دعم الشرعية شارك بفعالية في المعارك، مستهدفاً تعزيزات وتجمعات للحوثيين، وألحق بهم خسائر بشرية ومادية كبيرة، منها تدمير دبابة وعربات BMB. وبالتزامن مع إحراز تقدمات في جبهات محافظتي تعز وحجة، تمكن الجيش اليمني من استعادة عدد من المواقع المهمة، عقب شن هجوم واسع على مواقع الميليشيا في جبهة المشجح، وتمكنت من تحرير مواقع أخرى في مديرية صرواح، فيما ما يزال هجوم الجيش الوطني مستمراً في جبهة الكسارة بهيلان وسط خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين. وسقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات بينهم القيادي محمد هادي عجار، بنيران الجيش، في حين دمر طيران التحالف معدات قتالية وتجمعات حوثية في جبهات الكسارة والمشجح وهيلان، وسقط الكثير من عناصرها بين قتيل وجريح.