يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لجولة صعبة من المفاوضات لمواجهة الصين بشأن مجموعة من القضايا التي تقلق الولاياتالمتحدة. ومن المقرّر أن يلتقي وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جاك سوليفان مع نظرائهم الصينيين في ألاسكا في أول اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ تولي بايدن منصبه. ويأتي الاجتماع الأول بين المسؤولين الأميركيين والصينيين بعد إظهار البيت الأبيض تضامنه مع الحلفاء في آسيا في مواجهة الصين، الأمر الذي أكد عليه بيان اجتماع "كواد" الذي جمع الرئيس جو بايدن افتراضياً بزعماء أستراليا والهند واليابان. ومن المقرر أن يسافر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن إلى اليابان وكوريا الجنوبية الأسبوع المقبل قبل الاجتماع مع المسؤولين الصينيين في ألاسكا. وقالت بوني جلاسر، مديرة مكتب "دراسات الصين" في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "الرسالة الأميركية هي أن تحالفات الولاياتالمتحدة قوية وأن التزام الولاياتالمتحدة بمواجهة الصين قوي وسيأخذ شكلاً مختلفاً عما كان عليه في عهد دونالد ترمب الذي اختار العمل بمفرده بمعزل عن الحلفاء وفريقه الدبلوماسي"، مضيفةً: "من الواضح أن هذا التحالف الرباعي الآسيوي يهدف إلى مواجهة الصين بأساليب جديدة من دون أن يعلن التحالف هذا الشيء" وقالت جلاسر: إن الاجتماع المقرر في ألاسكا يتم التحضير له منذ اليوم الأول لفوز جو بايدن بالانتخابات، كما أن حزمة التحفيز الاقتصادي التي نجح الديموقراطيون بتمريرها وضعت الولاياتالمتحدة في موقع أقوى حيث ساعدت الحزمة الاقتصادية الأخيرة الاقتصاد الأميركي ليسبق الاقتصادي الصيني بنسبة التسارع في النمو للمرة الأولى من العام 1976. وقال جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي للصحفيين: إن الولاياتالمتحدة ستطرح مخاوفها على الصين وستناقش الصين بشأن "خطة العمل الشاملة المشتركة" المتعلقة ببرنامج إيران النووي، كما ستطلب من بكين استخدام نفوذها للضغط على إيران للامتثال بشروط الاتفاق النووي. وقالت ليزا كيرتس، التي شغلت منصب مديرة مجلس الأمن القومي لجنوب ووسط آسيا في عهد الرئيس ترمب: إن الإدارة الجديدة خففت من حدة الانتقادات الموجهة للصين علناً إلا أنها مستمرة بنفس نهج الرئيس السابق ترمب تجاه الصين حيث لم ترفع التعريفات الجمركية ولم تتخذ أي خطوات جديدة، مضيفةً: "تصريحات جو بايدن بعزم إدارته مواصلة الضغط على الصين أكّدت للمتخوفين في الحزب الجمهوري أن بايدن ليس بصدد العودة إلى سياسات عهد أوباما الذي عمل على استرضاء الصين ليكسب تأييدها في ملف المناخ". وقالت كيرتس: "من الجيد أن نرى إدارة بايدن تنتقد الصين بشأن ملف حقوق الإنسان في هونغ كونغ وتعمل مع الحلفاء في آسيا وتدرك أن التهاون مع الصين لأجل تسيير شؤون ملف كالمناخ سيقود إلى تبعات خطيرة تضر بالأمن القومي الأميركي".