استعاد الهلاليون صدارتهم لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين لكرة القدم، بعد الفوز بالرباعية على الوحدة، في المباراة التي جمعتهما على ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية، في لقاءٍ حظي بالإثارة والنِّدِّية، ضمن الجولة ال 23 من عمر الدوري. الزعيم قدم عرضًا قويًا أمام الوحدة، استعاد به عشاقه في المملكة والوطن العربي قسًما كبيرًا من سعادتهم التي فارقتهم خلال سلسلة الهزائم والتعادلات التي مني بها فريقهم خلال الموسم الحالي، وأدت لتأخره عن الصدارة طوال 33 يومًا، بعد أن ظل متصدراً لجدول الترتيب منذ الجولة الثالثة وحتى ال 16، قبل أن يخسر أمام أبها أوائل فبراير الماضي، وينتزع الشبابيون الصدارة. وكان لاستفاقة الزعيم من كبواته التي مر بها، وعودة لاعبيه لعزف نغمة الانتصارات، ومحو مرارات التعثر التي مر بها الفريق خلال الجولات الماضية، وانتزاعه الصدارة بعد وقف نزيف النقاط؛ انعكاس كبير على جماهير الأزرق التي باتت متعطشة للزعامة والصدارة المعهودتين عن فريقها الذهبي. إن فشل الزعيم في تذوق طعم الفوز في مبارياته أمام أبها وضمك والنصر، وخسارة 9 نقاط ثمينة خلال الجولات الأخيرة من مسيرة الدوري، جعلت الفريق الهلالي في حالة مطاردة ملحمية مستمرة، استلزمت العودة السريعة للانتصارات، بغية تقليص الفارق مع منافسين شرسين لاستعادة الصدارة أولًا والابتعاد بها منفردًا ثانيًا. ورغم الضغوطات التي واجهت الهلاليين في مشوارهم نحو استرداد القمة مجددًا؛ إلا أن ترسانة النجوم التي يحويها البيت الأزرق سواء محليين أو أجانب؛ رجحت الموازين لصالحه وبات متربعًا على عرش الدوري. وبات الفريق الهلالي مدينًا بالفوز أمام الوحدة والوصول للصدارة لنجمه الأرجنتيني لوسيانو فييتو، الذي ظهر بمستوى رائع خلال دربي الوحدة، تجلت في حصوله على ركلة جزاء بجانب تسجيله لهدف بمجهود فردي رائع خلال شوط اللقاء الأول. كما نجح الظهير الأيمن للهلال أمير كردي في اكتشاف نفسه من جديد في مركز لاعب المحور، بعد أن بسط كردي هيمنته بجدارة ليصبح ملكًا لهذا المركز في المواجهات المقبلة. وشكلت استعادة الزعيم لجهود جوستافو كويلار وناصر الدوسري، ثنائي المحور بعد شفاء الأول، وعودة الثاني من الإيقاف، نقلة فاصلة في ظهور الأزرق بمستوى عال خلال عمر اللقاء، وبات الهلاليون قاب قوسين من عودة كل أوراقهم الضاربة. المدير الفني روجيريو ميكالي، الباحث عن تثبيت دعائمه داخل البيت الأزرق وتقديم أوراق اعتماده للجماهير الهلالية، بدأ في صحوته متلافيًا أخطاء الماضي القريب مع الزعيم، وبات أكثر ثقة في قراءته وإدارته لمجريات المباريات، كما أن توظيفه الدقيق لعناصر فريقه داخل الملعب اتسمت بالاحترافية خلال المبارتين السابقتين. ولكي يحتفظ الزعيم؛ وهو صاحب إمكانيات كبيرة، ونجوم مهاريين، بصدارة ترتيب جدول الدوري أصبح لزامًا عليه الاستفادة القصوى من تلك الإمكانيات بشكل جيد، وتوظيفها مجتمعة داخل المستطيل الأخضر، حتى يتسنى لذلك الكيان العملاق المحافظة على القمة. فحتى الآن ورغم المستوى الجيد الذي ظهر به لاعبو الفريق الأزرق، ما زال هناك الكثير والكثير في جعبة الهلاليين لم يظهر بعد، وبات الزعيم في أمس الحاجة خلال الجولات المقبلة لتفعيل العديد من أدواته المعطلة مؤقتًا؛ حتى يكشر عن أنيابه. إن كوكبة النجوم المحليين والأجانب أصحاب المهارات الكبيرة التي تضمها خطوط الزعيم، تفتقد في بعض الأحيان للتناغم، لعدم وجود قائد داخل المستطيل الأخضر، كما أن التراجع في مستوى لاعبي الأزرق فنياً وبدنياً نتيجة الإجهاد خاصةً بافيتيمبي غوميز وأندريه كاريلو والدوسري إضافة إلى الظهيرين محمد البريك وياسر الشهراني، يجعل من مهمة الأزرق في الاحتفاظ بصدارته أمراً ليس باليسير. كما أن غياب مركز صانع الألعاب واعتماد الأزرق في بعض المباريات على الكرات الطويلة تشكل في حد ذاتها انتزاعا لأنياب الزعيم الهجومية، وتجعل من استحواذه على الكرة أمرا غير مؤثر ولا يشكل خطورة واضحة على دفاعات الفرق المنافسة.