ما يعتلي العناوين ويزين شاشات السوشيال ميديا على اختلاف أنواعها أمر يندى له الجبين بحق. فصرنا ندخل بل ونجول ونعرف ما تخبئه أركان البيوت، بل وحفظنا حتى أغطية أسرّتهم ونمضي معهم الساعات نطالع تفاصيل حياتهم، هدفهم الشهرة وغاياتنا إشباع الفضول، من ثم هم يجنون الريالات والعملات على اختلاف مسمياتها وهدفنا إهدار الوقت والخوض في أعراض أسر يوصلنا للجحود والانقلاب على واقعنا أو شتمهم وصب كره تخفيه أسماء مزيفة لنا اصطنعناها لتحسسنا أن لنا أن نقول ما شئنا. هذا الأمر جعل هؤلاء يلقبون أنفسهم بأصحاب محتوى، وأي محتوى ذاك الذي يعتمد على عرض بيوتهم وسياراتهم ونسائهم وأطفالهم وأسرهم وحياتهم وأسرارهم على العلن، فاضمحل مع حب الظهور عندهم الحياء، وتلاشت الخصوصية، بل ويقنعوننا شيئاً فشيئاً أن الأمر عادي، وليس منافياً لشيء غير أنه ضرب من التحرر والدعوة للبعد عن قيود مجتمعية. اختفى مع تلك الفئة ويختفي شيئاً فشيئاً مفهوم أن للبيوت حرماتها، وأن البيت وما يحويه له خصوصيته، وأن الرجال هم أولئك الذين يحوطون بيوتهم بالخصوصية ويجعلون العفة ستراً وغطاءً لبيوتهم. هذه الفئة الكاشفة للمستور منافية لكل قيمنا المجتمعية لابد أن تردع وتستذكر أن ما حفظ بيوت أجدادنا وآبائنا غير غطاء العفة والحشمة.