البابا فرنسيس «خورخي ماريو بيرجوليو» بابا الكنيسة الكاثوليكية السادس والستين بعد المئتين قام بحر الأسبوع المنصرم بزيارة تاريخية للعراق استمرت أربعة أيام. الزيارة التاريخية الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان لهذا القُطر العربي الجريح.. زيارة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فهي أتت وسط تحديات أمنية مُعقدة لا يجهلها العالم بأسرة؛ هذا خلاف تداعيات جائحة كورونا، الجائحة المُنتشرة في العالم وفي العراق بشكل لافت.. فما هي الأبعاد والدلالات لتلك الزيارة ولماذا في هذا الوقت بالتحديد؟ نذكر أن بابا الفاتيكان السابق «يوحنا بولس الثاني» كان قد عَدل عن زيارة كان يوني القيام بها للعراق.. إلا أن التداعيات «الامنية» والتي عجزت «الحكومة العراقية» حينها تقديمها.. جعلت من أهم الاسباب لزيارة بابا الفاتيكان «البابا فرانسيس» يُلبي تحقيق أمنية سلفه.. هذا من جانب، فيما يأتي الجانب الآخر تلبية للاقليات المسيحية التي عانت ما عانته أقليات مضطهدة عدة على أيدي الجماعات الارهابية في هذا البلد العربي الذي كان يُعد نموذجًا للتعايش العرقي والطائفي عبر التاريخ وقبل نفوذ ملالي إيران وسيطرته عمليا عليه. نذكر هنا وعرضًا لما تتعالى معه أصوات المتطرفين الإخونج والدواعش -ومن في حكمهما- حول العالم وتهويل مقاصد «الزيارة البابوية» للجمهورية العراقية تماما مثلما فعلوا حين شنعوا بزيارته تلك لمملكة المغرب ولدولة الامارات العربية المتحدة في عام 2019م متناسين زيارته بعد عام من توليه منصبة «أي في العام 2014م للمملكة الاردنية الهاشمية وفلسطين وسط صمت مطبق لذات أفواه المرتزقة حينها على عكس ما حدث إبان زيارته المشهودة لمصر عام 2017م والتي التقى على إثرها بشيخ الازهر ووقع معه الوثيقة التاريخية من أجل التعايش المشترك والاخوة! والحقيقة أن من كان يُعارض زيارة البابا للعراق هم ممن يسرهم «حال هذا البلد الجريح» ممن تعدوا مساحة «التشدد» فوصلوا الى مرحلة «التبلد» إنسانيا قبل أي بعُد آخر.. فكل الطوائف والأعراق والملل في العراق تئن بتدخل الميليشيات الايرانية وارتهان «بغداد» لأوامر الملالي في «طهران» الذين جعلوا منها دولة تصدير الارهاب وتتصدر مشهد الدماء في العالمين العربي والاسلامي.. هذا البلد الحضاري النفطي الممزق بامتياز! زيارة تاريخية؛ أحيا البابا فرنسيس أول قداس له واسلافه بكاتدرائية «مار يوسف في بغداد»، كان ذلك السبت الماضي (السادس من مارس/ آذار2021) ولعل مُلخص القُداس جاء في هذه الكلمات التي أطلقها بابا الفاتيكان من العاصمة العراقية حين قال: وقال البابا فرنسيس في أور حيث ولد النبي إبراهيم «من هذا المكان ينبوع الإيمان، من أرض أبينا إبراهيم، نؤكد أنّ الله رحيم، وأن أكبر إساءة وتجديف هي أن ندنس اسمه القدوس بكراهية إخوتنا! إن مُجرد نبذ الآخر، ونبذ زيادة الكراهية والأحقاد.. تكفي لتكون هذه الزيارة ناجحة لتقول عمليا لا لمزيد من الدمار لهذا البلد العربي العريق، لا لمزيد من تلاعب ملالي إيران واذنابها ومرتزقتها دواعش واخونج وغيرهم تقول لهم لن تستمروا في العبث بأرض الرافدين، والأهم برأيي المتواضع أن هناك رسالة ضمنية لمن يدعم تقاربا «إيرانيا - أمريكيا» عمليا تقول بأن العالم بأسره يرفض مثل هذا التقارب الذي لا يؤدي إلا لمزيد من هتك وحدة العراق وازدهاره لحساب ملالي إيران مهما كانت المبررات!