ليس من المعيب أن تأخذ الإدارة الهلالية ببعض من آراء الجماهير المتعلقة بحبه، فتلك الجماهير العاشقة يهمها الهلال، فهناك عينة من تلك الجماهير تتميز بوجود نخبة من العقول المستنيرة التي تحمل الفكر والرأي والمشورة، ولها باع طويل وخبرة ممتدة في مجال كرة القدم، فبعضهم من الكشافين وأصحاب النظرة الثاقبة في حسن الاختيارات والتعاقدات. فهم محبون للأزرق، ليس لهم مناصب أو أي صفة رسمية داخل أورقة النادي بل هم محبون ومتيمون ويعشقون الأزرق منذ الأزل. فلماذا لا يكون هناك مشاورات مع بعض من تثق الإدارة برأيهم في اتخاذ بعض القرارات وخاصة عند ظهور المشاكل الفنية، ومشاورتهم في إحضار مدرب، واختيار نجوم سواء من اللاعبين المحليين أو الأجانب، والاستنارة برأيهم عند التعاقدات؟ مقترح قد يكون غريبا بعض الشيء، بإنشاء وفتح إدارة مستقلة تعنى بهذا الأمر، يكون فيها أحد أساطير الهلال المتميزين، ويمسك بزمام هذا المقترح ويترأس تلك اللجنة المستحدثة. فالجماهير الرياضية بشكل عام والهلالية بشكل خاص متابعة للدوريات الأوروبية والإفريقية، وهي على دراية تامة عن أبرز النجوم والمدربين وتوهجهم، فيعرفون نهاية عقود هؤلاء المدربين والنجوم مع أنديتهم، وكم تبقى عليها؟ ومتى يدخلون الفترة الحرة للتعاقد؟ فالجماهير متولعة بتلك المنافسات ولها عين فاحصة بدقة الاختيار ونجاح الصفقات، فالمقترح بمشاركة الجماهير العاشقة للزعيم باختيار الصفقات سيسهل على الإدارة الجهد والوقت، وسيكون هناك مزيد من النجاحات. فالثقة ستكون أكثر مصداقية من السماسرة الذين همهم الأول الكسب المادي والمزايدات، فهل يعقل في يوم من الأيام أن يتعاقد الهلال مع نجم ويحضر غيره بدل منه. فالسماسرة وبكل أسف يغلبون مصلحتهم على نجاحه، فيكون من أولوياتهم التسويق ورفع السعر بعيدا عن المصداقية في ذهاب اللاعب لنادٍ معين، فنجد مشكلات كبيرة تحصل، وتورط للأندية مع هؤلاء الوكلاء. لعل دخول الزعيم في تلبية رغبات الجماهير بالتعاقدات يكون أمراً صحياً، ليس مايطلبه المشاهدون، الذي قد يفهم من هذه الأسطر، أي لاعب يريده الجمهور يتم مفاوضته. القصد هنا المشاركة لمن له رأي خبير وفني ولا يعمل في النادي، بل هو عاشق ومحب ومتيم بالزعيم، فيؤخذ ويعتد برأيه، ويكون ضمن تلك اللجنة. وحتى يظهر الهلال قمراً كما عهده جمهوره، لا بد من تبديل بعض القناعات في اللاعبين الأجانب الحاليين وتسريحهم، وإحضار آخرين يحترقون داخل المستطيل الأخضر، يعودون بروح الهلال التي غابت في الفترة الأخيرة. فالهلال متأرجح، "حبه فوق، حبه تحت"، لكنه مازال منافسا وبقوة على تحقيق اللقب، فهل يكون هذا المقترح خادماً لأبناء الهلال، ونجد إدارة شجاعة لتفعيله؟ راشد القنعير