تشير التطورات الأخيرة على الأرض إلى أن العدوان العسكري الإيراني عبر مليشياته الحوثية الإرهابية على محافظة مأرب اليمنية، بات في ورطة وغرق مستنقع كبير على أطراف المحافظة، في ظل تعرضه لعدة لانتكاسات عسكرية وميدانية، مُني بها منذ مطلع فبراير الماضي على يد قوات الجيش الوطني اليمني مسنوداً برجال القبائل، وضربات طيران التحالف العربي. ومنذ أن بدأت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران الهجوم على محافظة مأرب في مطلع فبراير الماضي، توالت هزائمها على الميداني وتلقت خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، حيث رصدت "الرياض" أكثر من 1340 قتيل شيّعتهم المليشيات في صنعاء وذمار وصعدة وحجة وعمران، منذ السادس من فبراير المنصرم وحتى مطلع الشهر الجاري، وجميعهم لقوا مصرعهم في الهجوم الفاشل على محافظة مأرب، في ظل تأكيدات عن وجود تصدع داخل صفوف قيادة المليشيا في صنعاء. وتصدرت قوائم قتلى الإرهابيين الحوثيين، عدد كبير من القيادات العسكرية والميدانية، بينهم قادة ألوية عسكرية وأكثر من 15 قيادياً برتب مختلفة، شملت قرابة 25 منتحلين ربتة عميد ونحو 35 رتبة عقيد، وأكثر من 50 قيادياً برتبة مقدم ونقيب. وفي يناير الماضي أعلنت المليشيات تشييع أكثر من 450 من عناصرها بينهم أكثر من 70 قيادياً ميدانياً لقوا مصرعهم في المعارك الدائرة على أطراف محافظة مأرب، شرق اليمن. يشار إلى أن مليشيات الحوثي تشيعّ الآلاف من عناصرها دون أن تعلن عن ذلك في وسائل الإعلام التابعة لها، وتركز تغطيتها الإعلامية على تشييع عناصرها من "فئة القناديل"، ويشير ذلك إلى أن خسائرها البشرية تتخطى الأرقام المعلنة بكثير. وأكدت مصدر عسكري يمني في محافظة مأرب، أن قوات الجيش الوطني والقبائل سحقت "كتيبة الموت" الحوثية، في معركة تحرير سلسلة جبال البلق الغربي، وهي قوات النخبة التابعة للمليشيات، ويقودها القيادي الحوثي، يحيى الرزامي. فيما لا تزال مئات الجثث متناثرة في سلسلة جبال البلق الغربي ومنطقة الكسارة، وجبهة العلم شرق مأرب، وسط مناشدات أطلقتها قيادة الجيش اليمني دعت خلالها الصليب الأحمر الدولي لرفع الجثث الحوثية. وقال مصدر عسكري يمني ل"الرياض" إن مليشيات الحوثي طلبت من الصليب الأحمر انتشال جثث قتلاها المنتمين للسلالة، والمصنفين تحت مسمى"القناديل" وهو لقب عنصري تطلقه للمحسوبين على السلالة التي تنتمي لها أسرة الحوثي، في حين تجاهلت جثث قتلاها المصنفين عنصرياً من قبلها تحت مسمى"الزنابيل" وجميعهم من أبناء القبائل المُغرر بهم. وتوسلت قيادة الحوثي شيوخ قبائل بمحافظة ذمار اليمنية، للتوسط لدى قيادة الجيش الوطني اليمني وقبائل مأربوالجوف، لغرض السماح لها بإخلاء جثث قادتها الذين قتلوا خلال معارك الأسبوعين الماضيين في جبهات أطراف مأرب، ويشير المصدر إلى أن قيادة الجيش الوطني رفضت التوسلات الحوثية واشترطت على المليشيا انتشال ورفع جميع جثث قتلاها، بمن فيهم المغُرر بهم من القبائل وطبقة المُهمشين، وليس فقط جثث القادة الميدانين المقربين من أسرة الحوثي. وانعكست هزائم المليشيا في أطراف محافظة مأرب على وضعها الداخلي، إذ لم تكن بهذا المستوى من الضعف العلني والتخبط والإرباك والفشل، حيث زادت حدة الصراعات الداخلية على مستوى الصف الأول والقيادات الميدانية، في حين أعترف القيادي"أبو علي الحاكم" الخاضع لعقوبات أمريكية ودولية خلال تسجيل فيديو مسرب، أن مليشياتهم ستنتهي وتتفرق وتغرق في صراعات داخلية وخلافات بينية في حال استمر فشلها العسكري بمحافظتي الجوفومأرب.