«ولي العهد».. الفرقد اللاصف في مراقي المجد    "المياه الوطنية" تنفذ حزمة مشاريع تطويرية لخدمات بيئية بمحافظة جدة    خرائط ملتهبة!    قصر بعبدا.. بين عونين    المخاطرة اللبنانية !    أطفال غزة دون أكسجين    الجيش السوداني يسيطر على ود مدني    روسيا تكثف هجماتها وتسيطر على بلدات أوكرانية    برشلونة يضرب ريال مدريد بخماسية ويتوج بلقب السوبر الإسباني    هل الهلال مدلل ؟    أنقذوا أندية المدينة المنورة من الهبوط !    الإتحاد يُعلن تفاصيل إصابة عبد العزيز البيشي    وزير الخارجية يترأس الاجتماع الوزاري العربي الموسع بشأن سوريا    الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز يتوّج الفائزين بكؤوس مهرجان الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للجواد العربي    لمسة وفاء.. المهندس أحمد بن محمد القنفذي    شرطة منطقة مكة المكرمة تقبض على محتالي سبائك الذهب المزيّف    150 قصيدة تشعل ملتقى الشعر بنادي جازان الأدبي    حملة «الصخر الشاهد» تنطلق في العلا    الساحة الثقافية تنعى علي خضران المعلم والأديب    هل نجاح المرأة مالياً يزعج الزوج ؟!    مطوفي حجاج الدول العربية الشريك الاستراتيجي لإكسبو الحج 2025    14700 إصابة بجدري القردة في إفريقيا    11 تأثيرا مدمرا تأتي من الحرائق    تقديم الإغاثة لتخفيف معاناة الشعب السوري مطلب دولي    انعقاد أعمال اجتماع الطاولة المستديرة الوزارية للرؤية السعودية اليابانية 2030 في الرياض    أتلتيكو مدريد يفلت من فخ أوساسونا بهدف ألفاريز ويعتلي قمة الدوري الإسباني    إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج التأهيلي لمعلمات رياض الأطفال في الفنون الموسيقية    "الحج والعمرة" توقّع اتفاقية ترتيب شؤون حجاج دولة الكويت لحج 1446ه    الأحساء من أهم مناطق الحرف اليدوية    4659 زيارة منزلية للمرضى في 2024    ضبط مواطن مخالف لنقله حطباً محلياً في منطقة المدينة المنورة    وزير العدل يبحث مع المنسق المقيم للأمم المتحدة سبل تعزيز التعاون    جامعة الملك فهد للبترول والمعادن توقع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم    فتح التسجيل للممارسين الصحيين لحضور ملتقى نموذج الرعاية الصحية "رعاية وأثر"    آل بن محفوظ يستقبلون المعزين في فقيدتهم    الطائي يتغلّب على أبها بهدفين في دوري يلو    80 شركة سعودية ويابانية في اجتماع مجلس الأعمال المشترك    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأميرة فهدة بنت فهد بن خالد آل سعود    استمرار فعاليات زمان رغم هطول الأمطار بالدمام    «هيئة هلال نجران» تتلقى 12963 بلاغاً خلال عام 2024    مباحثات دفاعية سعودية - أميركية    مركز القلب بمستشفى الملك فهد الجامعي يحقق إنجازًا في علاج أمراض القلب والرئة المعقدة    جهود سعودية لإعادة سوريا للواجهة وتحقيق أمنها وسيادتها    أمير الرياض ونائبه يعزي وزير السياحة في وفاة شقيقته    أمير الرياض يستقبل سفير كينيا المعين حديثًا لدى المملكة    أمير الشرقية يطّلع على التقرير السنوي للهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين    تجربة استثنائية لمشاهدة أسرار مكة والمدينة في مهرجان الخرج الأول للتمور والقهوة السعودية    جدل بين النساء والرجال والسبب.. نجاح الزوجة مالياً يغضب الأزواج    10 مليارات لتفعيل الحوافز المعيارية للصناعيين    أمير القصيم يشكر المجلي على تقرير الاستعراض الطوعي المحلي لمدينة بريدة    من بلاغة سورة الكهف    وصول الطائرة الإغاثية التاسعة مطار دمشق.. مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية للمناطق السورية    30 يومًا لهوية مقيم للخروج النهائي    منع مرور الشاحنات من طريق السيل الكبير    يعود تاريخ صنعها إلى أكثر من 60 عامًا.. السيارات القديمة تثري فعاليات مهرجان «حرفة»    «الغذاء والدواء»: احذروا «ببروني»    الديوان الملكي: وفاة والدة صاحبة السمو الملكي الأميرة فهده بنت فهد بن خالد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود    القائد الذي ألهمنا وأعاد لنا الثقة بأنفسنا    









لسنا جزءاً من تحديات الهوية السياسية الأميركية.. والثوابت لن تتحول إلى متغيرات
نشر في الرياض يوم 28 - 02 - 2021

لن يتجاوز هذا التقرير ميدان الحرب الناعمة ومحاولة الوصول إلى استخدام أدوات وفنون السطوة على الرأي العام الأميركي بالدرجة الأولى من قبل الإدارة الحالية، عبر إحياء صفحات محددة من الفترة الترمبية السابقة، ومحاولة هدم منجزاتها الاستراتيجية لصالح الإدارة الحالية..
العلاقة السعودية - الأميركية لم تقررها الإدارة الحالية في أميركا التي تعلم من التاريخ أنه عندما التقى إثنان من عظماء العالم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - والرئيس روزفلت في العام 1945م على متن السفينة (كوينسي)، شهد ذلك اللقاء بناء القواعد الأساسية لعلاقة استراتيجية يستحيل المساس بها، لأسباب استراتيجية ذات علاقة ليس بالبلدين فقط وإنما بالاستقرار الدولي وصيانة النظام العالمي.
المكانة السياسية للقيادة السعودية ليست محل اختبار في هذا التقرير غير المقبول بكل تفاصيله، سواء على المستوى الدولي أو الشعبي، حيث يبدي المجتمع السعودي ولاء منقطع النظير لمؤسسة الحكم في السعودية بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي صنع عبر إنجازاته مكانة سياسية مرموقة أهلته لمكانته السياسية على المستوى الدولي والإقليمي وعلى المستوى الشعبي.
الحقائق التاريخية ترسخ أن الثوابت في العلاقات الأميركية - السعودية لن تتحول إلى متغيرات متحركة، فالسعودية وأميركا كلاهما وعبر تاريخ علاقتهما الطويل مرتا بالكثير من المنعطفات السياسية، ولعل أزمة إيقاف البترول في العام 1973م، خير شاهد على أن تلك العلاقة المتينة لن تذهب بثوابت أساسية لتحولها إلى متغيرات بمجرد اعتماد الإدارة الأميركية الحالية على تقرير استخباراتي استخدمت في صياغته مصطلحات غير دقيقة لغويا في تحقيق هدفها من حيث المعني، فهذه المصطلحات جميعاً وكما جاء في تقرير الاستخبارات استخدمت كلمات ناقصة المدلول في اللغتين العربية والإنجليزية ومنها (نفترض، نشعر، نعتقد، نتوقع، نظن، من الممكن، قد يكون، ربما) (Assess, highly unlikely, probably, suggests, claimed publicly, we judge,).
وقبل أن ندخل إلى السؤال المهم خلف هذا التقرير والتوقيت الذي أختير لنشرة، فمن المهم الإشارة إلى أن المملكة في الواقع قد كانت أكثر شفافية ونزاهة من هذا التقرير، فقد نشرت بياناتها العدلية حول قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي عبر القنوات الرسمية ونشرتها للعالم دون تردد، وسمحت لجهات دولية لحضور جلسات المحاكمة وأصدرت بياناتها الرسمية وشرحت حيثيات الجريمة البشعة التي ترفضها السعودية كونها تأتي في مسار يتعارض مع القيم السعودية وتاريخها السياسي وقيمها الإسلامية.
وقد جاء الرد المباشر على هذا التقرير من وزارة الخارجية السعودية التي أكدت أن "حكومة المملكة ترفض رفضا قاطعا ما ورد في التقرير من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال" كما أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيانها الرسمى حول هذا التقرير "إنه لمن المؤسف حقا أن يصدر مثل هذا التقرير وما تضمنه من استنتاجات خاطئة وغير مبررة في وقت دانت فيه المملكة هذه الجريمة البشعة واتخذت قيادتها الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحادثة المؤسفة مستقبلا كما ترفض المملكة أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها".
السؤال المهم يدور حول الأبعاد التي تدفع بالإدارة الأميركية الحالية للمجازفة بعلاقات استراتيجية مع أهم حلفائها في الشرق الأوسط، عبر مقاربة تحاول عبر المسؤولين الأميركيين أنفسهم أن تؤكد عمق هذه العلاقة، وفي المقابل نشر تقرير استخباراتي غير متأكد من مصداقيته يسيء إلى حليف استراتيجي محاط بقوى دولية تنافس أميركا (الصين وروسيا)، لكونه تقرير احتمالي في لغته أكثر من كونه شيئا آخر، لمناقشة حادثة قتل لمواطن سعودي اعترفت بها السعودية وحاسبت من قام بها في سياق قضائي مستقل.
فهل يأتي هذا المسار من إدارة الرئيس بايدن في سياق الانقلاب على الرئيس السابق ترمب في محاولة تتم صياغتها لتكون على حساب الحليف الاستراتيجي للبحث عن هوية سياسية لردم الفارق السياسي الذي أحدثته المرحلة الترمبية تركت أميركا بعد العام 2020م، أمام علاقة جدلية في الهوية السياسية الأميركية بين التفاعل والانفصال، واليمين واليسار، في أمة أميركية تواجه ظهور تفاوت أيديولوجي يبدو أنه يتحدى بشكل صارخ المبادئ الأميركية كما بناها الآباء المؤسسون.
لن يتجاوز هذا التقرير ميدان الحرب الناعمة ومحاولة الوصول إلى استخدام أدوات وفنون السطوة على الرأي العام الأميركي بالدرجة الأولى من قبل الإدارة الحالية، عبر إحياء صفحات محددة من الفترة الترمبية السابقة ومحاولة هدم منجزاتها الاستراتيجية لصالح الإدارة الحالية، وخلق تفسيرات جديدة للكيفية التي يريد بها الرئيس بايدن إعادة أميركا إلى المسرح العالمي. وفي المقابل تدرك الإدارة الأميركية خطورة مساسها بالتحالفات الاستراتيجية التي ساهمت في صناعة أميركا ورسخت مصالحها الاستراتيجية منذ الحرب العالمية الثانية، ولذلك شهدنا محاولات التأكيد على هذه العلاقة بين الحلفاء والتي تأتي في ظل أجواء دولية مضطربة تنبئ عن صعود منافسين أقوياء لأميركا في مربع القمة العالمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.