قال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في مؤتمر صحفي من واشنطن أن صبر الولاياتالمتحدة مع إيران محدود وسينفد. وقال برايس إن تحرّكات إيران تشي ببعد كامل عن الامتثال بقيود الاتفاق النووي للعام 2015 والرئيس جو بايدن واضح برغبته في منع إيران من تطوير قدراتها النووية. وكشفت صحيفة "بلومبيرغ" يوم الخميس عن تحرّك سياسي تقوم به إدارة جو بايدن لحشد تنديد دولي لمواجهة برنامج إيران النووي وسلوكها الداعم للإرهاب. وأعلنت كل من كوريا الجنوبية واليابان عن رفضهما فك تجميد أموال النفط الإيراني قبل اتفاق شامل مع الولاياتالمتحدة يفضي إلى وضع قيود جديدة على برنامج إيران النووي. وحذّر قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث "فرانك" ماكنزي إيران من الاستمرار بأي أعمال تصعيد عبر الجماعات المدعومة إيرانياً ضد أربيل والرياض. واعتبر ماكنزي التصعيد الأخير خطير جداً وقال إنه يعزى إلى إيران بشكل أو بآخر. وقال سيمون ليدين، الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط "بينما تتغير أسماء هذه الجماعات المعتدية على الأمن والاستقرار وسيادة الدول في الشرق الأوسط، فإن منهجيتهم وأساليبهم وداعميهم لا يتغيروا حيث تستخدم كل هذه الجماعات الأسلحة ذاتها والتي تصلها إلى طهران وهذا ما أكده البنتاغون في عهد جو بايدن" وقال ليدين "ستكون فضيحة من العيار الثقيل لادارة جو بايدن إذا ما تركت هذه الميليشيات دون محاسبة، فهجماتها المتكررة على المنطقة الخضراء وأربيل وإن كانت قد مرّت في الأيام الأخيرة دون ضحايا من الأميركيين فإنها ستتسبب بفضيحة للادارة إذا ما قتلت من الجنود الأميركيين الذين ازدادت أعدادهم في عهد بايدن". من جانبه قال الدبلوماسي الأميركي ريتشارد شميرر، رئيس مجلس سياسة الشرق الأوسط بواشنطن، وسفير الولاياتالمتحدة السابق الى سلطنة عمان ل"جريدة الرياض" أن ادارة جو بايدن ليست متهاونة مع إيران بل تمتلك رؤية مختلفة للخطر الايراني مرجحاً أن لا تقل الضغوطات العالمية على إيران في عهد بايدن. مضيفاً، "من الجيد أن نرى الولاياتالمتحدة وأوروبا على وفاق بشأن إيران ومخاطرها النووية والصاروخية، وأعتقد أن السعودية ستكون اللاعب الأساسي في المفاوضات القادمة حول سلوك ايران في المنطقة في محادثات ترعاها الولاياتالمتحدة وهذا سيجلب تحرّك وضغوطات جماعية شاملة ضد إيران." واعتبر شميرر العلاقة السعودية - الأميركية حجر زاوية لمستقبل السياسات الاميركية في المنطقة في وقت تحيط به المخاطر بالقوات والقواعد الأميركية من كل جانب. وأكّد شميرر على أن العقوبات المطبّقة على إيران ونفطها ليست عقوبات "الإطار النووي" فحسب بل عقوبات أخرى مرتبطة بنشاطات الحرس الثوري الإيراني وبرنامج إيران الصاروخي وبالتالي لا يجب أن نتخيل بأن الأموال ستتدفق على إيران كما حدث في العام 2015 ففي العام 2015 كانت العقوبات الأساسية على إيران هي عقوبات النووي. مردفاً، في عهد دونالد ترمب، تغيرت كل آلية معاقبة ايران تقنياً ونوعياً، فالعقوبات تنوّعت وشملت انتهاكات إيران لحقوق الإنسان وجرائمها في سورية واليمن ودعمها لحزب الله والحوثين وحتى ارتباطها بجرائم وهجمات قام بها حزب الله منذ ثلاثة عقود، أما تقنياً فشكل هذا العقوبات يمنع جو بايدن أصلاً من رفعها باطار الأوامر التنفيذية. ويفيد شميرر في حديثه ل"الرياض"، بأن أي ترجمة خاطئة لسياسات جو بايدن هي في إطار الرغبات السياسية، فالتراجيديا في اليمن مصدرها إيران والدعم الذي تقدّمه للحوثيين وهذا مفهوم في واشنطن، وإدارة جو بايدن تريد وقف المأساة الإنسانية بالتعاون مع الحليف السعودي ولذلك رأينا أول محادثات المبعوث الأميركي إلى اليمن كانت مع السعودية. ويؤكد شميرر على أن جو بايدن المخضرم بالسياسات الخارجية ومنطقة الشرق الأوسط يولي احتراماً وتقديراً كبيراً للعلاقة الأميركية - السعودية وإدارته ستؤكد باستمرار على أهمية هذه العلاقة عبر كل العصور مع التشديد على حقّ السعودية بالتصرف بحرية كاملة تجاه إيران وميليشياتها المعتدية.