تبقى الرياضة المحلية مطمع الشباب السعودي في كل مكان، فكرة القدم والمنافسات الرياضية السعودية هي متنفس الشباب فهي تشد أبناء الوطن من صغار وشباب وكبار بالسن، فالجميع متعلق بتشجيع الأندية الرياضية يتسلى هؤلاء بالبرامج الرياضية التي دائما تكون متابعة من قبل الجميع، فهم ينتظرون ماذا تقدم هذه البرامج من مواد وتقارير وتصاريح وإحصائيات من قبل الضيوف وتعليقات ومداخلة الجماهير، فالجميع متشوق للبرامج وما فيها من أحداث ومن أراء حول ما يتحقق من نتائج بعد كل جولة وبطولة، لكن هذه البرامج ورغم كثرتها فشلت فشلا ذريعا فهي بكل آسف لا تخدم الذوق العام بل تساعد على التأجيج والتعصب، فالضيوف يخرجون من روح المنافسة الشريفة إلى مدافعين فقط عن الأندية الرياضية التي ينتمون لها فتكون آراؤهم مدلسة للشارع الرياضي، فلا يعترفون بالحقائق فكل يغني على حسب الميول والأهواء بعيدا عن المهنية التي غابت وغيبت من هؤلاء الضيوف. فاللاعبون يتنافسون داخل المستطيل الأخضر، وهؤلاء الضيوف يتنافسون بالاستديوهات، فنشاهد مباراة أخرى تلعب لكن ليس بالأقدام إنما باللسان والصراخ وتعالى الأصوات، فمن أوصل هذه البرامج لهذا الحال من الضعف والتراشق وعدم احترام ذائقة المشاهد؟ وهل القائمون على القنوات المتلفزة يعبثون بعقلية المشاهدين؟ أم أن المذيع والمعد لتلك البرامج يدخل في معمة التعصب والخروج عن النص ببعض المقدمات والتقارير المنحازة للبعض فهم مع أنديتهم فسخروا تعصبهم وسط المنابر التي يخرجون عن طريقها فغابت المهنية؟ أم أن سياسة إن لم تكن معي فأنت ضدي هي شعار المنافسات في هذه البرامج التي لم تتبدل فواكبت ركوب موجة التأجيج والطقطقة كما يحلو للجماهير المتابعة داخل وسائل التواصل الاجتماعي. لم ينجح من برامجنا الرياضية إلا النادر فكل تلك البرامج خرجت عن روح المنافسة الشريفة وحضر لنا ضيوف لا يهمهم سوى الحديث عن ميولهم وتمجيد الأندية التي يعشقونها بعيدا عن المصداقية، فإذا انتصر فريقة المحبب له فإنه يبالغ بمدحه وإذا خسر خرج بأعذار وأكاذيب وموضوعات أخرى يخرج منها حول الحديث عن تلك الخسارة وتبريرها، فأصبح لهؤلاء الضيوف مشجعون ومطبلون ينافسون جماهيرية بعض الأندية المحلية فهذه هي الحقيقة وبكل أسف وحتى تعود البرامج إلى المهنية والمصداقية والحياد لا بد من تغيير سياسة القنوات، فلا يصل لإدارة وترأس القنوات الرياضية إلا أصحاب الخبرات المتمتعين بالحياد وينشدون العقلانية بالطرح وعدم الخروج عن النص واحترام عقول المشاهدين بتقديم البرامج الهادفة التي تخدم المتلقي. فعند التعاقد مع المذيعين والمعدين والضيوف لا بد أن يكون هناك اشتراطات معينة في هؤلاء منها الشهادة الإعلامية والموهبة والممارسة، فلا يحضر لهذه البرامج إلا من أفنى نفسه بالمجال الإعلامي ومارس المهنة فنرى حاليا كم من إعلامي حضر من المدرج إلى المنابر الإعلامية وهو جاهل بكل أسف. وحتى نرى برامجنا الرياضية تعود للساحة والتألق من جديد لا بد من وقفة مع ضيوف البرامج الذين يقولون الحق ويسيرون بالبرامج الرياضية نحو المهنية وقول الحقيقة التي تكون مرة وعلقما في كثير من الأحيان والله من وراء القصد. *معد سابق بالبرامج الرياضية