دعت الولاياتالمتحدة الأميركية ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران إلى وقف التصعيد والهجمات التي تشنها على محافظة مأرب اليمنية ووقف جميع العمليات العسكرية والتحول إلى المفاوضات. وقالت الخارجية الأميركية في بيانها الثلاثاء، إن اعتداء الحوثيين على مأرب هو عمل جماعة غير ملتزمة بالسلام أو بإنهاء الحرب. ويقدر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن حوالي مليوني يمني لجؤوا إلى محافظة مأرب منذ بداية الحرب هربًا من عنف الحوثيين المدعومين من النظام الإيراني. وأكدت الخارجية الأميركية أن الهجوم الحوثي على مأرب لن يؤدي إلا إلى زيادة عدد النازحين داخليًا وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تعد بالفعل موطنًا لأسوأ كارثة إنسانية في العالم نتيجة الحرب الانقلابية التي أشعلتها جماعة الحوثي الإرهابية. ولفتت الولاياتالمتحدة إلى عدم جدية الحوثيين في وقف الحرب والانخراط في المفاوضات والتوصل إلى حل سياسي، داعية إلى وقف وقف جميع عملياتهم العسكرية والامتناع عن الأعمال الأخرى المزعزعة للاستقرار والمميتة، بما في ذلك الهجمات عبر الحدود على المملكة العربية السعودية. وأضافت أنه يجب عليهم الالتزام بالمشاركة البناءة في العملية السياسية التي يقودها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة الأممالمتحدة للانخراط بجدية في الجهد الدبلوماسي الذي يقوده المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ. وأكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن الميليشيا الحوثية تدير ملف ناقلة النفط صافر التي تحتوي مليون ومئتين ألف برميل نفط لابتزاز المجتمع الدولي والأممالمتحدة والمساومة والضغط لانتزاع مكاسب سياسية ومادية غير آبهة بالمخاطر الكارثية المترتبة على تسرب أو غرق أو انفجار الناقلة وتعتبر قنبلة موقوتة قابل للانفجار في أي وقت. وقال عبر حسابه على "تويتر"، "نطالب المجتمع الدولي باتخاذ مواقف أكثر صرامة للضغط على ميليشيا الحوثي التي أثبتت أنها مجرد أداة لتخريب وإشعال المنطقة والتحرك العاجل لتلافي وقوع الكارثة التي بدأ العد التنازلي لها، وندعو الدول المطلة على البحر الأحمر للعب دور رئيس في الملف وتوحيد الجهود لمواجهة الكارثة المحتملة". مؤكداً بأن ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لا زالت تتلاعب بملف ناقلة النفط صافر وتمنح الوعود الكاذبة للأمم المتحدة من دون تحقيق أي تقدم لدرء مخاطر كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية وشيكة تتهدد اليمن والمنطقة، مشيراً إلى أن ما يجري الحديث عنه من انفراجة تضليل كبير للمجتمع الدولي والرأي العام اليمني. من جهة ثانية حذر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، من مغبة التصعيد الحوثي في مدينة مأرب، محملاً جماعة الحوثيين المسؤولية عن تشريد عشرات الآلاف، وتعريض حياة مئات الآلاف من المدنيين، الذي يقطنون معسكراتٍ للاجئين، للخطر الشديد. وأكد أبو الغيط أن جماعة الحوثي استفادت من تغيراتٍ معينة على الساحة الدولية، وأنها تسعى لتحقيق مكاسب سياسية عبر تصعيد عسكري يستهدف مناطق مأهولة بالسكان، مُشدداً على أن هذا التصعيد الخطير يجعل استئناف العملية السياسية أصعب وأبعد منالاً. وأضاف الأمين العام أن الحل السياسي يقتضي ابتداءً وقفاً فورياً للعمليات العسكرية، داعياً الحوثي إلى الالتزام بوقفٍ كامل لإطلاق النار، على كافة الجبهات، بما في ذلك وقف الهجمات التي ما زال يُباشرها ضد أهداف على أراضي المملكة العربية السعودية. ونقل مصدر مسئول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن أبو الغيط تأكيده أن قواتِ التحالف أظهرت الالتزام والمسؤولية اللازمين حيال خفض التصعيد، وأنه قد آن الأوان لتحميل الطرف الحوثي المسئولية كاملةً عن تدهور أوضاع اليمنيين وإطالة معاناة الملايين جراء استمرار الصراع. وأضاف المصدر أن الأزمة الإنسانية في اليمن تُشكل مصدر قلق كبير للجامعة العربية، حيث من المقرر أن يشارك أمينها العام في مؤتمر دعت له الأممالمتحدة، برئاسة مشتركة من السويد وسويسرا مطلع الشهر القادم، من أجل حشد نحو 4 مليارات دولار مطلوبة من المانحين الدوليين لمواجهة الأزمة الإنسانية باليمن والتي طالت نحو 24 مليون نسمة من أبنائه.