«احمل حقيبتك أيها الصباح.. وامضِ معنا حتى آخر النهار..!» * صباح عيونكِ .. للصحو أشهى وللنوم مثل الملاك الصغير البهيّ صباح التقطّطِ والبرد.. والعطر يبدأ رعشتنا ثم لا ننتهي..! * * قيلَ يا شاعري إن الكائنات الصباحية أكثر الكائنات حبًا للحياة، فقلت ربما لهذا اعتادت عصافير البيوت المسالمة مناداتك إليها مع كلّ شروق! مذ عرفتني وبينك وبين الصباح دائما تصالحه الكبير مع أحلامك المغرورة حينما يمنحها يدَ النهار فتصافح فيه الوقت وتعقد صفقاتها معه. في المقابل بيني وبينه فيك ألا يأخذني إلى الحياة إلا وفي روحك قرية استيقظت آمنة، وغابة من نخيل قطّرت شمس القرية في عينيك التي تتسلّق السماء. بيني وبينه ألا أحنق منه فيك وأنا منك، وأن لا يخذلني لك وهو الأعلم باحتمالاتي.. لا يأخذني منه إليه إلا صوت من أقصى السكينة يسعى.. جاء مثلك إلى شارع النهار يحمل الصباح في عينيه! بيني وبينه فيروز التي تشبهه حينما تغنّي.. وتنادي عليّ فيه كلما غبتُ عنك.. * أنا والضحى ظلان كلٌّ وشأنه أنا صبحُه العصفور.. والشارع الصدى غريبان في الذكرى.. قريبان في الهوى بعيدان في المنفى.. رفيقان في المدى * ليس بمقدورك إلا أن تمنح الصباح ما تحب.. ممن تحب.. ثم تترك في رمل روحه آثار عمرك المشبوه بالمستحيل.. هكذا تأخذه للنعاس في تجاعيد صوتك.. ثم لا يستيقظ بعد عهدٍ بعيد إلا ليقرأك قصيدة صباحية.. تركت الليل في ذمة الظنون.. وما يكون في ذمتي..! * للشمس لو تبكي وللريح التغيّر.. للسماء الغيم.. لي عيناك يخطفها الغيابْ آوي إليكِ الآنَ لكن بيننا بحرٌ وشطانٌ وأنواء اغترابْ.. هو نصفُ بابْ.. للموتِ سلّمة سأصعدُ فوقها.. وأعيدُ ربط حذائي المصنوع من جلد الترابْ قالوا الظعائنَ: قلت فارهة تمرّ قالوا النداء: فقلتُ من ذهبت حبيبته سيكتب بعدها سطرينِ ثم يزور شبّاك القمر قالوا: النساء.. فقلتُ هنَّ الآن في داري.. وإني في سفرْ قالوا تموت الصبح.. قلت الموت أغنية الرعاة.. وصمت فلاّحٍ ضَجرْ.. فلنستمرْ لليلِ صبح آخر.. وفراشة تتلو تواريخ السهرْ! * من كتاب «ما يشبه الخبز فينا»