صباحُ عيونك للصحو أنثى .. وللنومِ مثل الملاكِ الصغير البهيّ .. صباح التنوّمِ والبرد.. والعطر يبدأ رعشتنا ثم لاننتهي ..! صباحكِ (أنتِ) سماء ..غناء ودربًا شهيّْ ..! *** في صباحٍ مؤجّلٍ منذ سنواتٍ طويلة، غادرته فيروز لاستجداء الرسائل الهاتفية من المستمعين، وهاتفي الخلوي ل (موجود اكسترا) وصديقتي إليها، وطفلتي لمدرستها الأخرى، وظلّي لبنايةٍ مجاورةٍ، وقلبي لمدينة الفراغ، وأبي للموتِ، وأمي للظلامِ وذاكرتي إليه..! في صباحٍ كهذا ليس على مترمّل بالوجود مثلي إلا أن يشربَ قهوته على رصيف متشرد، ويحمّل صفحة ال(فيس بوك) ملفّ أحلام التعايش المضروب بفايروس النفاق منذ زمن الماسنجر ومجازر شركة الانفصالات.. يحاولُ أن يكون مرفوع الرأس دائما في زمن ال (بلاك بيري).. يتصفّح منتدياته القديمة، ويترك تعليقاته على زوايا الأصدقاء، يكرّرُ غواية الأنثى، ليكتبَ قصيدةً جديدة..! ربما كان صباحًا آخر بعيدًا عنك، لا..لأنك مثلي تستعطفين الشمس كي لا تقسو على عمود الإضاءة حينما تركته بلدية المدينة مُضَاءً في حضورها، بل لأنك لا تبحثين عن آخر الشارع الذي يقيم فيه حنيني إليك، ولا أبحث عنك في عمود الشارع الخلفي الذي تتذكره بلدية المدينة كل صباح..! لاشيء.. لاشيء فقط حزنُ غيابك عني يذوب في حضورك فيّ، ورجفة انتظارك يحتويها تذكّرك.. لاشيء إلا أنني أشتاقك زمنًا وعمرًا خرافيا ولحظات تتقوَّس في السماء، تتنزّل من الغيم فتتبلّل بها عصافير المدن الخائفة.. لا شيء إلا أنني فجأة هذا الصباح وجدتني بعينين تحملك على انعكاسات الضوء فيها، أطبق عليها رمشيّ فتطلين ابتسامة من وراء غياب، وضحكة طفلٍ يتيمٍ لحلوى امرأة حنونة .. هو صباح عصفور وحيد ترك ريشه للغيم، ومكانه للشتاء، وعشّه للرحيل.. مثل هذا الصباح لاتتذكّره الإف إم ، ولا يشتمل عليه عرض شركة الاتصالات الجديد، ولا تعتني به بلدية المدينة، ولا تبصره أمى.. و..لا ألقاكِ فيه..!