حينما يصبح الشعر في صفحة الشاعر امرأةْ سوف يكتب حتى تطير الحروف ككل النوارس حين تزاور في نشوةٍ مرفأهْ . سوف ينقب كل تواريخه يطعم من حَبِّها قارئََهْ سوف يبكي عليها ..ويحنو عليها ويقسو عليها ويبدؤها قبل أن تبدأهْ . سوف يمشطُ أرصفة الليل فجرًا ويصغي لها مثل جرح عتيقٍ تجلَّى له الحزن كي ينكئهْ .. حينما يصبح الشعر في صفحة الشاعر امرأه علينا جميعا بأن نقرأهْ *** نعاسكِ أقوى من الشعرِ أيقظتُ في فجر عينيكِ طفل القصيدةِ ألبستُهُ زيَّه المدرسيّْ وأعددتُ كوبًا من الشوقِ قلتُ له : يا صغيري احتسِ ستستيقظُ الآن سطرًا فسطرًا وعطرًا فعطرًا وتقرأ وجهك فوق الأريكةِ حتى تودِّع عينيكَ بالبابِ قائلة : احذر البحر يا نورسي ..! *** نعاسكِ أقوى من الشعرِ أوقظتُ في فجر عينيكِ طفلَ القصيدةِ ألبسته زيَّه الساحرِي وأعددتُ خبزًا من الوقتِ قلتُ له يا صغيري تأخَّرتَ خذ هذه من يدِ الساهرِ تلكَّأ بالبابِ ثم تلفَّتَ حولي فقلتُ له سوف تستيقظُ الآنَ سطرًا فسطرًا وعطرًا فعطرًا وترقم صوتك فوق السطورِ إلى أن تناديَ بالبابِ قائلةً : رتِّلِ الشوقَ يا شاعري ..!! *** نعاسكِ أقوى من الشعرِ هذا الصباح تنفَّستُ فيه القصيدةَ كنتُ سأكتبُ عن كنْهِ حلمي وعن طعْمِ ظلمي وعن شاعرٍ خثَّرته الجراحْ رأى الناسَ بيني وبينكِ بابًا من المكْرِ تنقرُ في صمته الريح لؤْمًا مباحْ ..!! رآهم يبيعونَ وجهي البريءَ بغيرةِ أنثى رآهم يشيحون وجه الحقيقةِ عنْي *** نعاسكِ أوهى من الشعر .. هيَّا أفيقي أضيئي يدي أو طريقي أعيدي لبرد الوسادةِ دفءَ بريقي وقولي ..صديقي .. ستبقى صديقي وهم سوف يمضون خلف رحيلِ الظلامِ وتبقى لوحدكَ طفْلَ الصباحْ ..!! شعر: إبراهيم الوافي