منذ أكثر من شهرين والهلال يمر بحالة غير طبيعية من انعدام التوازن الفني وعدم الإقناع، حتى وهو يحقق الانتصارات الخجولة قبل أن يخرج من معظم مباريات الأخيرة بنتائج سلبية ومخيبة. كانت الخسارة الأخيرة أمام النصر في كأس السوبر تأكيداً لهذه الحالة وقطعت الشك باليقين الذي يؤكد انخفاض عطاءات لاعبي الهلال وسوء إدارة مدربه رازفان للمباريات إن من حيث القائمة الأساسية أو حتى على مستوى التدخلات. هنا تزايد الحديث عن الدور الإداري وتحديداً مدير الكرة سعود كريري وعضو الإدارة فهد المفرج، وإن كان الأخير غير مسؤول بشكل مباشر عن الفريق الأول ولكنه مع كريري الأقدر على الحديث عن الأمور الفنية وعن قناعات رازفان. كان عمر الغامدي محقاً وهو يتحدث عن أن انخفاض مستويات نجوم الهلال أحرجت رازفان وكشفت أن توهج أدواته كان العمل الأكبر في كل ما تحقق، وأن بصمة رازفان ليست صاحبة اليد الطولى في منجزات "الزعيم" في الموسمين الماضيين. في السنوات الأخيرة ومع انقضاء نصف الموسم وتزايد التداخل بين المسابقات يتم الحديث عن "التدوير" وهو مصطلح لا نسمع به كثيراً في الكرة السعودية ولا يأتي على ذكره أحد سوى المهتمين بالشأن الهلالي من جماهير وإعلاميين، أي أنه مصطلح هلالي بحت. صحيح أن إراحة بعض اللاعبين ضرورية في بعض منعطفات الموسم، لكن ما يحدث في الهلال في المواسم الخمسة الماضية تجاوز مسألة التدوير الطبيعية والمنطقية بتغيير عنصر أو اثنين في كل مباراة إلى التغييرات المربكة والجذرية في القوائم الأساسية لكثير من المباريات. والتي أحدثت خللاً في المنظومة وأدت إلى إرباك خيارات رازفان الذي أظهر أصلاً الكثير من الارتباك في قناعاته حتى في الظروف الطبيعية. تسبب هذا التدوير المبالغ فيه في أكثر من تعثر، وفكرة التدوير هذه تسبب بالكثير من التعثرات والخسائر، وفي المقابل فإنه لا يمكن إغفال ضرورة منح الفرصة لعناصر تفتقد حماساً وطموحاً لتقديم نفسها على حساب بعض الأسماء التي أظهرت تراجعاً مخيفاً في عطاءاتها مثل الفرنسي غوميز وأكثر من اسم آخر. هذا المشهد وفي ظل هذه التراجعات يضع قدرات رازفان ومن خلفه من المتخصصين الفنيين في "البيت الهلالي" أمام اختبار هو الأصعب، إذ لن يقبل الهلاليون بذات المنظر الذي كان عليه فريقهم في مواجهة السبت الفائت مرة أخرى وهو ما يجب أن يدركه اللاعبون ورازفان في المقام الأول. سلطان السيف