أصبحت مفردتا الإرهاق والتدوير من أكثر المفردات التي يتداولها الهلاليون في المواسم الثلاثة الأخيرة مع كثرة وتداخل الاستحقاقات المحلية والقارية وحتى العربية، علاوة على ارتباط كثير من لاعبي الفريق بالمنتخب الوطني وسوء الجدولة وضغط المباريات. هذا الموسم تتكرر الأسطوانة بنفس الوتيرة مع دخول الموسم نصفه الثاني، لكن المسألة بدت مختلفة خصوصاً مع مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية ما يعني زيادة معدل المباريات في الموسم لكل لاعب بجانب خوض المباريات المؤجلة وتداخلها مع المباريات المجدولة مسبقاً بجانب المشاركة في كأس خادم الحرمين الشريفين. كان منطقياً وطبيعياً أن يتعثر الهلال وهو التعثر الذي ينتظره منافسوه وتحديداً غريمه النصر الذي يتصارع معه على حسم لقب الدوري، وكان منتظراً في أي لحظة أن يتعثر "الزعيم العالمي" بخسارة أو حتى تعادل، وهو ما حدث في مواجهة الفيصلي الأخيرة. أتفهم جيداً مشكلة تداخل المباريات وضغطها، وعدم وجود فترة كافية بين مواجهة وأخرى، وهذا ثمن يدفعه الهلال لأن قدره يحتم عليه أن ينافس على كل البطولات والجبهات، غير أن التعذر في كل مرة بالإرهاق تحديداً ليس مبرراً كافياً، لأسباب عدة، أهمها أن الأحمال التدريبية في الفرق السعودية أقل بكثير منها في الفرق التي جاء منها معظم اللاعبين الأجانب، وهو أمر كافٍ لتخفيف حدة الإرهاق. وعدا عن ذلك فإن معدل المباريات والدقائق للاعب كرة القدم في المسابقات السعودية يظل أقل من غيره في الدوريات الأقوى، فضلاً عن تعرض اللاعبين في كل المسابقات الأوروبية وحتى الآسيوية لأحمال تدريبية أعلى من تلك التي يتعرض لها اللاعب في المسابقات السعودية. لا أظن أن الإرهاق سيكون مبرراً لكثرة التدوير، وإن كان مدرب الهلال الروماني رازفان لوتشيسكو نجح فيه لحد كبير، إذ من المهم أن يدرك لاعبو "الأزرق" أن الإرهاق ليس مبرراً في ظل الظروف الحالية وأنه من الممكن التغلب على كل أشكال الإجهاد بالنسبة للاعب المنضبط داخل الملعب، والذي يحافظ على التغذية الجيدة والنوم بشكل كافٍ، لذا فإن مسألة التدوير المكثف وتبريرها بالإرهاق أمر لن يتقبله الشارع الهلالي إن تعرض الفريق لأي تراجع أو أخفق في تحقيق ما هو مطلوب منه هذا الموسم بعد طي الصفحتين الآسيوية والعالمية.