الرسالة واضحة، وباء كوفيد- 19 لم ينته بعد، بل إن موجته الثانية ربما تكون أكثر خطورة، ومواجهتها بحول الله ممكنة حال التزم المجتمع بالاحترازات التي تكفل كبح انتشار هذا الفيروس، وحرص على إجراءات التباعد المطلوبة، فتحذير وزير الصحة د. توفيق الربيعة من ارتفاع حالات الإصابة مؤخراً مؤشر خطير على حالة تراخٍ في اتخاذ التدابير الوقائية من قبل المجتمع، وما تزايد أعداد المصابين إلا نتيجة حتمية للتجمعات، وإهمال مسألة التباعد، وارتداء الكمامات. كانت المملكة من الدول السباقة في احتواء هذا الوباء الخطير، ويحسب لمبادراتها السريعة بعد فضل الله تقليص الآثار المدمرة لكورونا، عبر اتخاذ عدة قرارات عاجلة بالحجر ووقف حركة الطيران، وتالياً فرض عقوبات مالية على المخالفين للإجراءات الاحترازية، الأمر الذي أدى بفضل الله إلى نجاح المملكة في مواجهة الجائحة العالمية، وتبوئها مكانة متقدمة ضمن الدول التي نجت من براثن الفيروس القاتل. في ظل الموجة العالمية الثانية لتفشي الوباء، والتي تبدو أكثر شراسة، يعد ضرورياً أن يعي المجتمع أبعاد الخطر، وأن يصحح نظرته تجاه خطورة الوباء التي أفرزتها قلة الحالات سابقاً، وبدء عملية التطعيم، فالحقيقة أن الوضع المطمئن الذي تنعم به هذه البلاد المباركة والأنباء المبشرة لأبحاث الأمصال والعلاج، خلقا شعوراً بعدم الحاجة إلى التشدد في إجراءات الوقاية، إلا أن الواقع يوضح كما قال وزير الصحة: إن المملكة ليست بمنأى عن خطر الوباء، الذي أدت موجته الثانية إلى حالة استنفار عالمي، وأعادت إجراءات الحجر والإغلاق العام مجدداً، لذا يتجلى واضحاً أنه مهما اتخذت الدولة من تدابير ضرورية لكبح انتشار الوباء، يبقى مهماً بالدرجة الأولى إدراك المجتمع لدوره في عبور هذه الأزمة وتجاوز عنق الزجاجة، وتبقى رسالة وزير الصحة للمجتمع واضحة: وعيكم طريقنا بعد مشيئة الله لاجتياز هذه الفترة العالمية العصيبة، فماذا أنتم فاعلون؟