آه ما أرق الرياض تالي الليل... وما أعظمها في كل أيامها. الرياض؛ تلك العاصمة النابضة بالحياة حتى في أحلك أيام الحجر وأسوأ أيام الجائحة. أوجدنا - وباحترافية - مسارات وآليات، لتستمر الحياة كما يجب لها أن تكون سواء كان ذلك في المجال الاقتصادي أو الأمني أو الاجتماعي أو التعليمي وكذلك الصحي وكافة الشؤون. لم يتوقف قلبها النابض ثانية واحدة. تستمر التنمية ولا تتوقف فبعد ابتهاجنا بمدينة "ذا لاين" في "نيوم"، ومواكبة الدول المتقدمة في أنسنة المدن، ها هي الرياض العظيمة التي كان خادم الحرمين أميراً مخططاً ومديراً وأميراً لها على مدى 55 عاما والتي تشكل 45 % من الاقتصاد السعودي وتمثل أكثر من 50 % من الاقتصاد غير النفطي في المملكة، وبعدد سكان يساوي ثلث عدد سكان المملكة تقريبا تستمر في إبهارنا يوماً بعد آخر بقيادة حكيمة من خادم الحرمين الشريفين وقائد التغيير سمو ولي عهده، وكان آخر ذلك تصريحات سموه في مبادرة مستقبل الاستثمار الذي أشار إلى بنيتها التحتية تستطيع استيعاب حتى عشرين مليون نسمة خلال العشرة الأعوام القادمة. الأمير محمد بن سلمان ينظر للرياض على أنها أحد ممكنات خلق الوظائف وتكلفة خلق الوظيفة فيها أقل ب 30 % من بقية المدن في المملكة وبالتالي تحقيق هدف خفض نسبة البطالة والتي هي هاجس وطني يتعامل معه قادتنا على قدر كبير من الأهمية والمسؤولية، ولا يعني هذا أن بقية المدن لا تحظى بنصيبها من تحسين جودة الحياة وتنمية الفرص السياحية وكذلك رفع الخدمات. النمو السكاني أقل تكلفة في الرياض كما أشار سموه ولذلك ستضم أكبر مدينة صناعية في العالم، سترتبط مع مدن المملكة ودول الخليج بشبكات طرق وقطارات وموانئ، الرياض بها رؤوس أموال ضخمة وآثار تاريخية وبها مستوى إنفاق عالٍ، وكذلك أشار سموه إلى أن الرياض تتميز بأن لديها بنى تحتية من أميز عشر بنى تحتية في العالم بالإضافة إلى أن تكلفة تطوير البنى التحتية والتطوير العقاري أقل ب 29 % من المدن الأخرى في المملكة ولذلك يأتي التركيز على الرياض في هذه الجوانب. أن تتخذ عشرين شركة من كبريات الشركات العالمية الرياض مقرا رئيسا لمكاتبها فهذا تأكيد على ثقة المستثمر الأجنبي في متانة اقتصاد الرياض وربحيته العالية وتفضيله على مواقع دولية أخرى، وهذا لم يتأتَ من فراغ بل من إدارة وتخطيط ودراسة وكياسة تضع مقدرات الوطن على رأس هرم الاهتمامات ليكون في مصاف الدول العالمية الكبرى. متفائلون مع سمو ولي العهد بالاستراتيجية الطموحة لمدينة الرياض وتحقيقها لتطلعات سموه وتطلعات المواطنين كافة في كل مناطق المملكة لتكون الرياض المبهرة دائما إحدى ركائز النمو الاقتصادي في المملكة ولتكون من أكبر عشرة اقتصاديات في العالم كما هو مستهدف، فاقتصاديات الدول قائمة على اقتصاديات المدن كما أشار سموه، وستبقى رياض المملكة العربية السعودية ملكة كل العواصم العالمية في قلوبنا.