تمتلك مدينة الرياض كامل المقومات والممكنات، لتكون جزءًا من خطط تنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد، وأن تكون محركا رئيسا لاقتصاد المملكة، وتجذب رؤوس الأموال الاستثمارية، ويأتي إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، عن وجود استراتيجية خاصة بتطوير العاصمة داعمًا لذلك التوجه الذي يأتي في إطار رؤية 2030، حيث حدد سموه ملامح الرؤية المستقبلية للرياض، خلال مشاركته في الدورة الرابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار. وتعليقا على ذلك قال المحلل الاقتصادي د. عبدالله باعشن، إن الرياض كانت على رأس القائمة لحديث سمو ولي العهد، فهي المدينة التي تساهم بنسبة 50% من الدخل غير النفطي، و30% من التشغيل، وتستهدف أن تصل إلى 10 و 20 مليون نسمة، مشيراً إلى حديث سمو ولي العهد بمنهجية الاستراتيجية، ربط الماضي والحاضر والمستقبل لمدينة الرياض التي يعود الفضل فيما تعيشه من نهضة تنموية شاملة وتخطيط متطور لإدارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - على مدار 55 عامًا. وأشار باعشن، إلى أن تطوير الرياض بدأ منذ خمسة عقود، وتضاعف بمعدلات هندسية، وليست رقمية بالبنية التحتية بمشاريع تنطلق منها، بالنظر للمستقبل الاقتصادي، لدرة المدائن، وقدم ولي العهد استراتيجية الرياض في منتدى مبادرة المستقبل بمنهجية متكاملة الأهداف والإمكانيات، ومن أين نبدأ، وإلى أين نصل وبفترة محددة 2030، وهي رؤية المملكة المتكاملة. وأكد أن عنوان الاستراتيجية ليست الاقتصاد فقط، بل رفاهية الإنسان، والحفاظ على الحياة الكريمة لهذه المدينة، انطلاقاً من تجارب سابقة، بأن اقتصاديات العالم تم بناؤها من المدن، بل إن هذه المدن ساهمت في بناء اقتصاديات عملاقة لدول العشرين. من جهته قال نائب غرفة الرياض سابقاً د. سامي العبدالكريم، إن المدن دائما تعطي ثقلاً للدولة سواء من حيث كثافتها الديموغرافية الهائلة التي تعرفها المدن العملاقة أو تنوعها الاقتصادي، وتمكنت بعض المدن مثل بكين من المساهمة في الاقتصاد الصيني، سواءً من حيث النقل الداخلي للمدينة اقتصادياً ومالياً مثل طوكيو ونيويورك، مشيراً إلى أن رؤية ولي العهد في تحديد ملامح الرؤية المستقبلية للعاصمة الرياض، تعتبر بمثابة انموذج رائع، لما سوف تكون عليه المدن الكبرى بالمملكة، والجديد الذي ترتسم بعض ملامحه في الوقت الراهن، يتمثل في ذاك التنافس بين العديد من المدن حول انتقالها إلى مرحلة المدينة الذكية والمدينة الخضراء. وأشار العبدالكريم، إلى أن العديد من المدن حول العالم أصبحت قوة بذاتها على المستوى الخارجي، ويطرح بعضها نفسه كنموذج يحتذى على عدة أصعدة تكنولوجية واقتصادية وبيئة، الأمر الذي فرض أن تحتل الرياض مكانتها ودورها الإقليمي والعالمي. من جهتها قالت الباحثة في الشؤون الاقتصادية نورة إبراهيم المسيحل، إن استراتيجية مدينة الرياض، والتي تعد أهم عاصمة عالمية في صناعة الطاقة، تستهدف أن تكون مركزا تركز طلب على الخدمات من خلال رفع معدل السكان، وهذا النوع من الاستراتيجيات يعزز من تدفق الاستثمارات في مجال الصحة والعقارات والتعليم والنقل والخدمات المالية بمختلف أنواعها، وإن المولد الأساسي لنمو الاستثمار هو جانب الطلب وهم المستهلكين، أما على مستوى خدمات المدينة وإدارتها، فقد نشهد نقلة كبير في مواصلة تطوير البنية التحتية، ورفع القدرات الكهربائية والمياه وغيرها من الخدمات الأمنية والتقنية. وأشارت المسيحل، إلى أننا أمام نموذج تنموي جديد يستهدف المدن ذات الجاهزية العالية وتحويلها إلى مراكز اقتصادية، ولاسيما أن النظام المالي قادر على تمويلها، بالإضافة الى برامج صندوق الاستثمارات العامة الذي يستهدف الاستثمار في داخل المملكة، وأخيراً أرى أننا مقبلون على ثورة عقارية تجارية وسكنية كبيرة، بالإضافة أن معدل تكوين الوظائف سنراه كبير لأبناء وبنات الوطن.