مرت الحركة الرياضية السعودية بمتغيرات إدارية من خلال انتقال مسؤولية الإشراف عليها بين أكثر من وزارة بداية من وزارة الداخلية العام 1372ه في عهد رائد الرياضة السعودية الأول ووزير الداخلية آنذاك الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله - مرورا بانتقالها إلى وزارة المعارف وبعد ذلك انتقلت إدارة الإشراف الرياضي إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العام 1381ه في عهد ثالث وزرائها معالي الشيخ عبدالرحمن العبدالله أبا الخيل (1345- 1442ه) - رحمه الله - الذي أولاها جل عنايته ورعايته وشهدت في فترته تطورا لافتا انطلاقا من أهميتها واعتبارها ركيزة أساسية لتنظيم سير عجلة تقدم الأنشطة الشبابية والرياضية على حد سواء. أول رئيس للجنة الأولمبية السعودية وارتبط اسم الوزير الراحل الذي توفي في الحادي عشر من يناير الحالي بأولويات رياضية لعل من أبرزها توليه رئاسة اللجنة الأولمبية السعودية في بداية نشأتها العام 1384ه وانضمت إلى عضوية اللجنة الأولمبية الدولية رسميا العام 1385ه خلال المؤتمر الأولمبي في روما ومنها انطلقت مسيرة الاتحادات الرياضية السعودية وانبثقت منها التنظيمات للأنشطة الرياضية بمختلف ألعابها. تأسيس البنية التحتية للمنشآت الرياضية شهدت الحركة الرياضية السعودية في عهد الوزير الطيب عبدالرحمن أبا الخيل الذي خدم شباب ورياضة وطنه منذ ستة عقود قفزات تطويرية في تأسيس البنية التحتية للمنشآت الرياضية وإرساء دعائمها بإقامة ثلاثة استادات كروية بمواصفات حديثة في مناطق المملكة الرئيسة الرياض والدمام وجدة فضلا عن وضعه حجر الأساس للصالات الرياضية للألعاب المختلفة في تلك المدن بجانب دوره في تأسيس المجلس الأعلى لرعاية الشباب وتحويل إدارة رعاية الشباب من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى جهاز مستقل باسم الرئاسة العامة لرعاية الشباب برئاسة الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - العام 1394ه. 50 عاماً في العمل الحكومي وفي هذا الصدد يقول المؤرخ الكبير د. عبدالرحمن الشبيلي - رحمه الله - في كتابه عن الوزير الراحل (عبدالرحمن العبدالله أبا الخيل.. وفاء لوفاء) الذي أصدره العام 1433ه بمناسبة تكريم الوزير في مركز ابن صالح الثقافي بعنيزة: رحلات أبا الخيل مع العمل الحكومي بما فيها مجلس الشورى قد قاربت 50 عاما ولعل رحلته الأطول بينها مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي استمرت 15 عاما تظل الأكثر بروزا في سجل مسيرته العملية ليس لوجاهة في الوظيفة العامة فحسب ولكن لكونها علقت في أذهان الناس حتى اليوم لما تحقق فيها كمًا ونوعًا. وتزامن تعيين أبا الخيل وزيرا للعمل مع انتقال مسؤولية الإشراف على الشباب والحركة الرياضية في قطاع التعليم من وزارة المعارف إلى وزارة العمل فتأسست للمرة الأولى إدارة لرعاية الشباب تولاها عبدالله العبادي ثم د. صالح بن ناصر فالأمير عبدالعزيز الثنيان وأخيرا صالح القاضي وذلك قبل أن يصبح القطاع بقرار من الوزير إدارة عامة تولاها الأمير خالد الفيصل منذ العام 1386ه. عاصر خالد الفيصل وفيصل بن فهد وفي العام 1391ه عين الأمير فيصل بن فهد مدير لرعاية الشباب فتحولت معه بعد ثلاث سنوات إلى رئاسة عامة مرتبطة بمجلس أعلى لرعاية الشباب، بقي أبا الخيل وزيرا 15 عاما من العام 1381ه وحتى 1395ه انتهت بالتغير الوزاري الذي أعقب وفاة الملك فيصل - رحمه الله - وعين بعدها سفيرا في مصر لمدة أربع سنوات واختير عضوا لمجلس الشورى في دورته الأولى العام 1414ه لمدة أربع سنوات (انتهى كلام المؤرخ د. عبدالرحمن الشبيلي). موقف نبيل مع رئيس الهلال ومن المواقف النبيلة للوزير الراحل عبدالرحمن أبا الخيل ما ذكره لي شخصيا في إحدى زياراتي له رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى ومؤسس الشباب والهلال عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله - قائلا: «في منتصف عقد الثمانينات الهجرية وبعد نهاية الموسم الكروي حدث أن قام رئيس أحد أندية الرياض بتبني ودعم فكرة إقامة بطولة كروية تنشيطية بين أندية العاصمة الشباب والنصر والأهلي (الرياض حاليا) وللأسف لم يوجه الدعوة لنادي الهلال بالمشاركة في منافساتها رغم أنه كان يحمل لقب كأس الملك وبطل كأس ولي العهد معا في آخر موسم سبق موعد تلك البطولة المقترحة. وحين علمت عن طريق الإعلامي الرياضي عبدالرحمن السماري بهذا الأمر وأن مدير مكتب رعاية الشباب بالوسطى قد وافق واعتمد إقامة البطولة من دون الهلال سارعت إلى مقابلة معالي الوزير أبا الخيل وأبلغته اعتراضنا على تهميش فريقنا وأطلعته على خفايا الأمور وأن مدير المكتب اعتمد إقامتها من دون مشاركة الهلال وهو أحد أندية العاصمة ولا أدري كيف وافق على إقصاء الهلال من المشاركة فيها وسررت أن معالي الوزير لم يقبل بهذا الأمر وأصدر فورا قرارا بإلغاء إقامة البطولة التنشيطية» (انتهى كلام عبدالرحمن بن سعيد). رحم الله الوزير أبا الخيل رحم الله الوزير الراحل عبدالرحمن أبا الخيل فقد خدم وطنه وشبابه بهمة عالية وإخلاص كبير ورحل تاركا اسمه مضيئا في تاريخ الحركة الرياضية السعودية. الوزير الراحل بجانب الأمير سطام بن عبدالعزيز - رحمهما الله - في إحدى المباريات بالملز 1392ه. الوزير أبا الخيل خلال رعايته نهائي بطولة المملكة لأندية الدرجة الثانية بملعب الصائغ 1386ه أبا الخيل خلال استقباله الملاكم العالمي المسلم محمد علي كلاي - رحمهما الله - عبدالرحمن أبا الخيل « رحمه الله» في صورة حديثة يلقي خطاباً في إحدى المناسبات الرياضية