أصبحت مفردة "ميدلي" من المفردات الأكثر بحثاً في يوتيوب بعدما راجت موضة دمج أغانٍ جماهيرية لكبار النجوم يقوم بأدائها فنانون جدد بهدف الانتشار والوصول لأكبر شريحة من محبي هذه الأغاني أو هؤلاء النجوم، كلمة مستوردة أصبح يستخدمها وبشكل مفاجئ كل الفنانين الصاعدين معظمهم لا يعرف معناها الحقيقي أو أصولها، تماماً مثلما حدث عندما حقق الديمو الخاص بأغنية "تناديك" للنجم ماجد المهندس نجاحاً ساحقاً فأصبحت مفردة "ديمو" هي الأكثر استخداماً من قبل الفنانين الجدد الذين أصبحوا يضعونها على غلاف أي أغنية جديدة يقومون بنشرها بأصواتهم اعتقاداً منهم أن السر في الكلمة من دون أن يفهم معظمهم ماذا تعني أو لماذا تم وضعها على الأغنية من الأساس. قانونياً، ما يحدث بشأن استخدام مقاطع من أغانٍ رائجة أو عالقة في الذاكرة لكبار النجوم ضمن أغنية مكونة من مجموعة من المقاطع من أغانٍ مختلفة بصوت أحد الفنانين الجدد قد يعرضهم لمساءلة من قبل الشركات المالكة لحقوق هذه الأغنيات التي يستخدمونها من دون أي إذن مسبق طبعاً، بعض الشركات تهتم بملاحقة أي اعتداءات من هذا النوع وتوقف بث هذه الأغاني وتقوم بإزالتها تماماً من الإنترنت، والبعض الآخر لا يتابع ولا يعرف ما يحدث من اعتداءات، لكن يبقى الأمر في كل الأحوال غير قانوني حتى وإن كان المستخدم في "الميدلي" مقطعاً من سطر أو سطرين من أي أغنية. فنياً، ما يحدث بشأن موضة "الميدلي" ينبئنا بقرب ولادة جيل جديد من المتكاسلين، من يبحثون عن الانتشار بأقل مجهود، اعتماداً على ما حصده غيرهم من نجاحات أمضوا عشرات السنوات لاستحقاقها، من دون أي عناء، كل ما عليهم فعله فقط هو وضع قائمة ذكية بأغنيات ساحقة النجاح لفنانين معروفين، وحجز نصف ساعة بأستوديو محترف، والاتصال بأي عازف "أورج" أو "غيتار" لمرافقتهم .. وهكذا انتهى الأمر في أقل من يوم واحد. كنا ننتقد في السنوات الأخيرة غياب ثقافة الغناء السليم من أوساط الفنانين الشباب والسبب أن معظمهم يستهلك أكبر قدر من صوته في المطاعم والحفلات الخاصة من دون الاهتمام بالخضوع لأي تمرينات، أما اليوم فيبدو أننا نقف أمام جيل من الفنانين الذين لا يعرفون كيف "يثقفون" أصواتهم، ولا يعرفون أيضاً من أين تبدأ صناعة الأغنية الجميلة، وما القصيدة الجيدة ومن أين تؤخذ الألحان! ببساطة نحن أمام جيل "الميدلي" والصعود على أمجاد الآخرين.