التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي، جعلت القيادة السعودية محط الأنظار، حيث قاد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الخطى نحو مسار آمن أثمر نجاحا منقطع النظير في لمّ الجسم الخليجي وإعادة لحمته، وأصبحت قمة المجلس في دورتها الحادية والأربعين، مثالا للعمل المتصل الجاد الذي يحقق أفضل النتائج على أرض الواقع.. بينما ظل العالم يعاني جراحه جراء الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية التي اعتصرت مؤخرا كياناته.. كانت المملكة تتعامل بهدوء ووعي مع ما يجري، وتضع خططها الدقيقة لتجاوز أي انعكاسات سالبة على مجتمعنا وإقليمنا. سر الاختراقات السعودية الناجحة للمهددات هو الوعي، الوعي بحجم المخاطر، والوعي بالتداعيات المحتملة، ثم الوعي بضرورة اقتحام هذه المخاطر والمبادرة باجتثاث أورامها بدلا عن الاكتفاء بالتعامل معها بردود الفعل المحدودة، هذا السر، الذي لم يعد سرا، هو النهج الذي اختطه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - والذي ظهرت ثماره على أكثر من صعيد من ضمنها قمة العلا التي جمعت دول مجلس التعاون الخليجي في الدورة الحادية والأربعين للمجلس. النجاح لم يكن وليد عمل روتيني داخل الأروقة الخليجية، لكنه كان مخططا له منذ قمة المجلس في دورتها السابقة (الأربعين) التي استضافتها أيضا الرياض، فخادم الحرمين الشريفين كان سباقا من خلال دعوات كريمة لجميع عضوية المجلس ليلتئم شملهم في المملكة، مثلما حرص على تمهيد أرضية أخوية لافتة. وعندما نعود إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الافتتاحية في قمة 2019 حوت إشارة واعية بتأكيده - أيده الله - أن مجلس التعاون تمكن منذ تأسيسه من تجاوز الأزمات التي مرت به، أعقبها تأكيد قادة دول المجلس في ختام القمة على الحفاظ على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه، والحفاظ على هذه المنطقة واحة للاستقرار والأمن والرخاء الاقتصادي والسلم الاجتماعي. هذه الأرضية وما تلاها من عمل دؤوب، سواء في اتجاه تجاوز التباينات في الرؤى إلى ما يجمع، أو التعامل ببصيرة نافذة مع التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي، جعلت القيادة السعودية محط الأنظار، حيث قاد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الخطى نحو مسار آمن أثمر نجاحا منقطع النظير في لمّ الجسم الخليجي وإعادة لحمته، وأصبحت قمة المجلس في دورتها الحادية والأربعين، مثالا للعمل المتصل الجاد الذي يحقق أفضل النتائج على أرض الواقع. صعيد آخر جذب مواقع الرصد وهو تعامل قيادتنا مع المد العالي الذي اكتنف الأجواء خارجيا وداخليا جراء جائحة كورونا، فالوباء سحق الإمكانيات الصحية وشل قدراتها في كثير من أنحاء العالم، كما قصم ظهر العديد من اقتصادات الدول الغنية منها والفقيرة، ورمى بظلاله الكئيبة على كل مناحي الحياة.. ومع ذلك كان للمملكة وقيادتها أداؤها الذي بهر العالم سواء من حيث الإجراءات الصحية الصارمة والحصيفة في مواجهة الوباء وجاهزية المرافق الطبية، أو من حيث تطويق تداعيات الفيروس على النشاط العام سواء في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص. لقد عكست إدارة الأزمة المتعلقة بكوفيد 19 قدرة المملكة على امتصاص الصدمات، بل وامتلاك زمام المبادرة، ساعدها على ذلك النهج الذي وضعته رؤية 2030 في موجهاتها العامة والتفصيلية والتي أذابت جبال الصعوبات المستجدة والمتوقعة، فاستمر الاقتصاد السعودي يؤدي دوره القيادي محليا ودوليا، وأنجزت المملكة ميزانية ضخمة أولت فيها الصحة والتعليم ما يستحقانه من إنفاق ورعاية، مع الحفاظ على وتيرة عالية من المساندة لكل أوجه النشاط الاقتصادي والتجاري والخدمي. عادت العافية إلى الجسم الخليجي، وتم حصار هجمة كورونا بل وتحقيق انخفاضات باهرة في المنحنى الوبائي رغم الارتفاعات العالمية، ووفرت المملكة بشكل مبكر لقاح كورونا حماية لمواطنيها والمقيمين على أرضها، واستمرت حركة الحياة بوتيرتها على مسار تضيء معالمه رؤية 2030، وكل ذلك بفضل الله ثم بقيادة حكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - يحفظهما الله -.