انطلقت عروض الفيلم المستقل (كنز كاسكاديا) في دور عرض السينما السعودية، في ظل الظروف التي تمر بها السينما العالمية واعتمادها على الإنتاج الضخم في كبار النجوم والمؤلفين والمخرجين، حيث يضمن من خلاله صناع السينما أرباحا كبيرة، في الوقت الذي لم يعد هناك باب مفتوح أمام العديد من المواهب، التي لا تجد المنتج الذي يغامر برصد ميزانيات لإنتاج أعمالهم، في ظل الرؤية المسيطرة بأن السينما مجال تجاري بحت، هذه الرؤية جعلت السينما المستقلة الملاذ الأخير الذي يلجأ إليه شباب السينمائيين، ليطلقوا أعمالهم في مواجهة أفلام النجوم التجارية، وسط قلق وحذر شديدين من أن تتكسر طموحاتهم وأحلامهم، أمام الميزانيات الضخمة للأفلام التجارية. ويعتبر المخرج والمنتج ممدوح سالم: أن السينما المستقلة تعريف للأفلام السينمائية التي يتم إنتاجها خارج منظومة الاستوديوهات، وشركات الإنتاج والتوزيع الكبرى التي تتحكم في هذه الصناعة، وقد تميزت السينما المستقلة في البداية بخروجها عن الخط التجاري الاستهلاكي، كما تميزت بتقديمها محتوى إبداعي أكثر حرية ورقي، وغالباً ما تكون معبرة بقوة عن آراء المخرجين، الذين يتحركون ويعملون بقرارهم كسينمائيين أصحاب أفكار ورؤى ومواقف إنسانية محددة وقضايا مجتمعية، يحاولون جاهدين المساهمة في طرح حلولها، هذا التميز قد يخالف القوالب التجارية التقليدية، وضرورات تحقيق الأرباح السريعة والمضمونة، مما يجعلها غير سهلة الوصول للمشاهد لعدم امتلاكها لشركات توزيع وصالات العرض الخاصة بها. وعلى الرغم من أن السينما المستقلة غالباً ما تنتج بميزانيات صغيرة وبلا نجوم كبار، ولا يسبقها الإعلان الكثيف، إلا أنها سينما نقيّة وجدت لتسمع العالم خيارات الإنسان الإيجابية وتوفير ثقافة الحياة، وهو ما نسعى له في بعض المواقف. بينما يوضح سالم: أن السينما المستقلة هى سينما موازية لنوعية السينما الموجودة، وليست بديلة عنها، لأنه كما توجد أفلام تجارية لها جمهور، لابد أن يكون هناك النوع الآخر الموازى لها، وهذا التوازى مهم لتقديم أجيال من المخرجين والمصورين والمؤلفين، ولكى تجد هذه النوعية من السينما طريقها للتواصل مع الجمهور لأن هذا هو الحلم الذى يسعى إليه صناع هذه السينما.