لم تكن هذه التظاهرة الحبية، التي سيطرت على الإعلام وكافة مواقع التواصل في وداع المخرج الكبير حاتم علي، وإعادة نشر أعماله وسيرته الذاتية والحديث عنها، حيث أصبح له نصيب في ذاكرة كل مشاهد عربي، عندما غير وجه الدراما السورية وخلف نجاحات متوالية أثارت مشاعر العرب من الخليج حتى المحيط. حقيقة، علامات من الاستفهام تطرح نفسها! عن سر الحالة العاطفية المطلقة لحاتم علي، كيف استطاع وحده أن يملأ القلوب بالحُب، ويترجمها بمجرد النظر إلى هذا الإرث الفني الذي تركه حاتم علي، صاحب منجز غير طابع الإخراج ونقله إلى آفاق رحبة، حيث استطاع خلق حالة جدّل إيجابية مع كل عمل إبداعي تحت بصمته، هذا التجلي لا يفعله إلا نجوم حقيقيون يغيرون الظروف لا تغيرهم، صنعوا منها جيلا هو الأهم بين أجيال الكتاب والمخرجين والممثلين. حاتم علي لم يكن مخرجاً مدللاً فتحت له كل الأبواب على مصراعيها، كان قبل كل شيء مفكراً فنياً قاتل وحده من أجل طرح الرؤى الفنية والأحلام، في المقابل، هناك من أُتيحت لهم كل الفرص، وعُبدت لهم الطرق، ورغم ذلك فشلت أفكارهم وأعمالهم التي وصلت حدّ الرفض والسخرية والاستهزاء، هؤلاء كُثر يأتي في مقدمتهم الممثل والمنتج حسن عسيري، وكذلك المنتجون العرب المسيطرون على سوق الدراما في الخليج، هؤلاء لم يخرج من إنتاجهم سوى العدم، وموضوعات أكثر إثارة وجدلا وغضبا اجتماعيا، وكتاب «أجانب يعيشون في الخارج» لا تربطهم أي علاقة فيما يكتبون! ورغم أن لدى بعضهم فرصا لخلق أعمالا استثنائية، بينما هناك من يعملون وحدهم ويسخرون كل ما يملكون من طاقة ومال ووقت وإمكانات لخلق رؤى إبداعية ينجحون في فعل ما هو أكثر من ذلك، مخلدين خلفهم إرثاً لا يُقدر بمال، ولنا في حاتم علي خير مثال. ضحايا حلال مسلسل مشوه ولا يعكس واقع حال المجتمع السعودي