وقع الرئيس الأميركي جو بايدن نحو ستة أوامر تنفيذية للعدول عن عدة سياسات تتعلق بالهجرة وضعها الرئيس السابق دونالد ترمب، لكن خبراء الهجرة يحذرون من أن إبطال الكثير من القيود التي فُرضت في السنوات الأربع الماضية سيستغرق شهوراً وربما أكثر. وفي تحرك سريع للابتعاد عن نهج سلفه الجمهوري، وبعد ساعات فقط من أدائه اليمين الدستورية، أرسل بايدن أيضاً مشروع قرار بشأن الهجرة إلى الكونغرس يقترح فتح مسار للحصول على الجنسية أمام ملايين المهاجرين المقيمين في الولاياتالمتحدة بصورة غير قانونية. وشملت الإجراءات التنفيذية، التي وقعها بايدن الأربعاء في مراسم بالبيت الأبيض، رفعاً فورياً للحظر المفروض على سفر مواطني 13 دولة، معظمها دول إفريقية وذات أغلبية مسلمة، إلى الولاياتالمتحدة، ووقف بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، وإلغاء أمر ترمب الذي يمنع احتساب المهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني في البلاد عند إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية في الكونغرس الأميركي. كما وقع بايدن مذكرة توجه وزارة الأمن الداخلي ووزير العدل الأميركي للحفاظ على برنامج الإجراءات المؤجلة للقادمين في مرحلة الطفولة، والذي يحمي المهاجرين الذين قدموا إلى البلاد وهم أطفال من الترحيل، وألغى أمراً تنفيذياً لترمب يدعو لتشديد تنفيذ إجراءات الهجرة بعيداً عن الحدود الخارجية للبلاد، وأصدرت وزارة الأمن الداخلي بعد تولي بايدن الرئاسة مذكرة تدعو إلى تأجيل تنفيذ بعض الترحيلات لمئة يوم. وتُبين الإجراءات أن بايدن يبدأ رئاسته بتركيز كبير على الهجرة، تماماً كما أبقاها ترمب في قلب أجندته السياسية حتى الأيام الأخيرة لإدارته، وإن كانا يتناولان القضية من جوانب مختلفة كلياً. وبعد تسلم بايدن السلطة أبدت الصين قدراً من التفاؤل تجاه الإدارة الجديدة وهونت من العوامل المسببة للتوتر، وكانت العلاقات بين البلدين تدهورت بشدة خلال عهد ترمب، ومن المتوقع أن يواصل بايدن الضغط على بكين. وقالت هوا تشونينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "في السنوات الأخيرة زرعت إدارة ترمب وبخاصة (وزير الخارجية السابق مايك) بومبيو ألغاماً كثيرة جداً يتعين إزالتها وأحرقت جسوراً كثيرة من الضروري إعادة بنائها وأتلفت طرقاً كثيرة يجب إصلاحها". وأضافت في إفادتها الصحفية اليومية أمس الخميس "أعتقد أنه إذا بذل البلدان هذا الجهد فمن الممكن أن تنتصر الملائكة الرحماء على قوى الشر". وقد حضر سفير تايوان الفعلي في الولاياتالمتحدة حفل تنصيب الرئيس الأميركي لأول مرة بدعوة رسمية، في إشارة إلى أن إدارة الرئيس الجديد ستواصل سياسة ترمب في دعم جزيرة تايوان التي تعدها الصين جزءاً منها. ويوم الأربعاء وصفت إدارة بايدن تحرك الصين لفرض عقوبات على مسؤولين سابقين في إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب بأنه "غير مثمر وتهكمي". ونشرت المبعوثة التايوانية شاو باي-كهيم صورة لها أثناء مراسم التنصيب الأربعاء، وكتبت أنها "تشرفت بتمثيل شعب وحكومة تايوان هنا أثناء تنصيب الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس". وأكدت وزارة الخارجية التايوانية أنها المرة الأولى منذ عقود التي تتم فيها دعوة الموفد التايواني "رسمياً" من جانب لجنة تنظيم هذا الحفل. من جانبها أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس أن "هناك نطاقاً أوسع بكثير"، للتعاون مع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن منه مع الرئيس السابق دونالد ترمب. وقالت ميركل في مؤتمر صحافي "إذا نظرتم ببساطة إلى المراسيم التي وقّعها بايدن، يمكنكم ملاحظة أن بإمكاننا العمل معاً من جديد" في مجالات مثل المناخ والهجرة. وأضافت أن في الوقت نفسه "ندرك أنه حتى مع تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، لا ينبغي توقع التفاهم في المواضيع كافة".