بعد 42 عاماً من العمل على إطعام الآلاف من طيور «الحمام» في مدينة جدة تمكن مواطن سعودي من إيجاد «لغة تخاطب» مع الحمام في 62 موقعاً في أنحاء جدة، حيث أصبح يجمع الحمام من الجو ليحط على الأرض بلغة «الإشارة» باليد، و»بوري» الدراجة التي يستقلها طوال هذه الأعوام. وثّق المواطن أبو أحمد ذو ال60 عاماً علاقته مع آلاف الحمام في مدينة جدة خلال ال42 عاماً بسبب حرصه على تقديم الطعام إلى الحمام يومياً دون كلل، أو ملل وعبر 62 موقعاً في جنوب مدينة جدة، وشمالها حيث نذر حياته في رعاية الحمام، وإطعامه. واستطاع أبو أحمد أن يوثق علاقته بالحمام، حيث يقدم لها الحبوب المخصصة للطيور كل يوم طوال 42 عاماً قضاها من حياته في إطعام الحمام. اتخذ أبو أحمد من «الدراجة النارية التي يستقلها كل يوم وسيلة تنقل لإطعام الحمام وتنقلاته بين 62 موقعاً شمالي وجنوبي مدينة جدة، حيث قام بتجهيز دراجته لنقل الأطعمة بالأدوات الحافظة للأطعمة، والمكونة من حبوب مخصصة للحمام، ويتم توزيعها على جميع المواقع المحددة مسبقاً يومياً. قبل بضعة أمتار من موقع تجمع الحمام يبدأ أبو أحمد في استخدام الإشارة بيده، إضافة إلى «البوري» ذي النغمة الخاصة ليبدأ الحمام بالهبوط إلى الأرض لتلقي الطعام. في أحد المواقع وسط مدينة جدة التقت «الرياض» أبا أحمد أثناء توقفه لإطعام الحمام، وسألته عن وجوده كل يوم في ذلك الموقع، وأجاب قائلاً: «منذ 42 عاماً، وأنا متعهد بإطعام الحمام في مدينة جدة عبر 62 موقعاً، حيث ينتشر الحمام فيها»، مشيراً إلى أنه لم يتوقف طوال الأعوام الماضية سوى فترة جائحة كورونا. وتابع: «أذهب كل أسبوع إلى الحراج لشراء الأطعمة الخاصة بالحمام، وأقوم بتحميلها على الدراجة النارية، ومن ثم البدء في توزيعها مستغرقاً عدة ساعات بين المواقع المتعهد فيها». وأضاف أبو أحمد: «بفضل الله وصلت العلاقة مع آلاف الحمام إلى مستويات كبيرة وتكون ارتباط وثيق، وعلاقة رائعة معه، ووصل الأمر إلى أنه، وبمجرد سماع «منبه» الدراجة النارية، يبدأ الحمام في التوافد، والهبوط إلى الأرض». وقال: «تعودت على إطعام الحمام لسنوات طويلة، وهو عمل لوجه الله تعالى، ولم أتوقف يوماً عن برنامج الإطعام، سوى أنني خفضت الوجبات التي أقدمها لتكون مرة واحدة بدلاً من مرتين، إضافة إلى إطعام الصائمين في أربعة مساجد بشكل متواصل».