ألهمتني إحدى نواصي الزميل والأخ والصديق الدكتور أحمد العرفج، وهي تلك الناصية الموجعة والمؤثرة لسؤال هو عن «كيف نطعم الحمام؟ دون أن نشوه المدينة»، وهو سؤال بحق محير (لا) سيما والصورة الطاغية أصبحت حكاية مؤلمة!! وكلكم يرى الحمام وطعام الحمام ومخلفاته والتي لم تعد سوى صور كريهة لمدينة نريدها أن تكون نظيفة جداً وجميلة أكثر، ومن حق الدكتور أحمد أن يسأل لأن ما نراه يجري هو شيء مقزز خاصة حين تجده فوق أرض تعبت عليها الدولة وأنفقت الكثير على صيانتها لتكون وجهة وواجهة نقية لمرتاديها، ليأتي أولئك الذين يصرون على تشويه المكان وينثرون فوق الأرض الطعام الذي يبقى ويتعفن ويتحول إلى صور مملوءة بالجنون واللاوعي وبحجة ماذا..؟؟ إطعام الحمام.!!. أذكر ذات يوم أنني كنت في مدينة «مونتركس بسويسرا» وكعادتي أصحو مبكراً ومن ثم أذهب برفقة زوجتي في جولة على البحر وهناك وأمام الفندق حاولت إطعام بعض العصافير بما تبقى من طعام الفطور وكنت أنتظرهم وأراقبهم وهم يأكلون ومن ثم آخذ ما تبقى من الطعام كي لا أشوه المكان، لكن ماحدث هو أنني فوجئت بأحد حراس الفندق يطلب مني عدم إطعام العصافير أبداً وأن مهمة إطعامهم موكلة لشركة خاصة تقوم بذلك يومياً وبانتظام، فشكرته جداً وغادرته وفي ذهني مدينة جدة والطريقة التي يطعمون بها الحمام والأسلوب الذي بأمانة بات حكايات منثورة في كل أحياء وأنحاء جدة، والخوف أن يصبح الحمام الذي بات يسكن ويشوه أكثر عمائر جدة قصصاً وحكايات، وكلكم يعرف كيف يعيش الحمام؟، وكيف يربي صغاره؟ وماذا يترك خلفه؟.. وكثيرة هي متاعبه التي أصبحت بالفعل معاناة حقيقية يعيشها السكان مع الحمام. (خاتمة الهمزة)... كلنا يحب الحمام لكن أن نشوه مدينة جدة بطعامه ف(لا) وألف (لا)، و(لا) بد أن تنتهي تلك الحكايات بنظام يحفظ لجدة بهجتها وهيبتها، وعلى قول العرفج.. ما رأيكم أيهما أهم: قوت الحمام أم نظافة المدينة؟.. وهي خاتمتي ودمتم.