أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الجهني - في خطبة الجمعة - على أن الله عز وجل أمر عباده المؤمنين بالتوكل عليه وهو من أخلاق المرسلين وهو عبادة قلبية عظيمة وحقيقته اعتماد القلب على الله تعالى، وتفويض الأمر إليه في جلب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة، والواجب على المسلم التوكل على خالقه ومدبر أمره خاصة في الأزمات وأن يأخذ بالأسباب الشرعية المباحة، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم تدرع بدرعين يوم أحد، واستأجر دليلاً في الهجرة، وحفر الخندق يوم الأحزاب، وسعى لنشر راية التوحيد متوكلاً على ربه وآخذاً بالأسباب، محققاً لمقصد التوكل على الله وهو تعلقه بالقلب وبذل السبب والعقول. وأوضح أن ديننا الإسلامي الحنيف حث على مشروعية التداوي والعلاج والحث عليه لمن أصابه المرض، عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب فقالوا يارسول الله، أنتداوى؟، فقال: نعم، يا عباد الله تداووا، فإن الله عزوجل لم يضع داء إلاّ وضع له شفاء غير داء واحد، قالوا ما هو قال: الهرم. وأشار إلى أن من رحمة المولى عز وجل أن منّ على خلقه بعد الذي أصابهم من الشدة وتفشي مرض كورونا المستجد أن من عليهم ووفقهم للقاحات فعالة معتمدة من جهات الاختصاص تقي بإذن الله من هذا المرض الخطير، وإن من فعل الأسباب أخذ هذا اللقاح الموصى به والتواصي على أخذه حسب الإجراءات المتبعة من قبل وزارة الصحة وعدم تصديق إشاعات المرجفين التي تتردد هنا وهناك بعدم فعالية هذا اللقاح وإن يقولون إلاّ كذباً. وذكر أن مما يذكر ويشكر في هذا المقام بعد شكر الله تعالى شكر ولاة الأمر في هذه البلاد - حفظهم الله - على تلكم الإجراءات المتخذة لتوفير ذلكم اللقاح بالمجان للمواطنين والمقيمين حرصاً منهم على سلامتهم وتجنيبهم خطر الإصابة بهذا الداء، بل كان قادتها السباقين لأخذ هذا اللقاح تطميناً للمترددين ودحضاً للمرجفين، فجزاهم الله خير الجزاء وجعل ما قدموه للبلاد والعباد في ميزان حسناتهم ودفع عنهم كل سوء ومكروه، والواجب علينا حيال ذلك إعانة الدولة في ذلك بالتوكل على الله عز وجل والأخذ بالأسباب بالمبادرة لأخذ هذا اللقاح لعدم تفشيه بين العباد وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.