تعج السماء الإعلامية بالصحف الرياضية الورقية والإلكترونية والبرامج التلفزيونية والإذاعية وبعد ما كانت مهنة الإعلام مهنة المصاعب والمتاعب تحول الاسم إلى الإعلام مهنة من لا مهنة له، تبدل الحال فأصبح الإعلام يعيش في وضع مزرٍ فالكل يحمل مسمى إعلامي. غابت المهنية والخبرة والإعداد الجيد والموهبة من رجال الإعلام في عهدنا الحاضر فأصبحنا نشاهد ونقرأ ونسمع كل يوم بإعلامي جديد حضرت الواسطة في دخوله هذا المجال الذي أصبح سهل المراس والخوض فيه، فعند معرفتك وعلاقتك في مسؤول كبير في أي وسيلة إعلامية أصبح وصولك للمنابر الإعلامية في غاية السهولة فتصبح كاتبا وناقدا رياضيا وبالأصل هو لا يحمل أي معيار من معايير النقد الرياضي الهادف والبناء. تزاحمت القنوات والبرامج بهؤلاء الذين تعالت أصواتهم في الذب عن أنديتهم ونثر السموم والأكاذيب للأندية المنافسة لميولهم تبعهم ثلة من الجماهير فسمعنا ألقابا من تلك الجماهير لناثري التعصب في ملاعبنا وأصبح لهم مهتمون وعشاق وهشتاقات عبر التويتر وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الجماهير سارت مع عاطفتها وتركت العقل والمنطق الذي يهدف إلى سمو الرياضة وسمو أهدافها بأنه وسيلة للترفيه ليست غاية ملحة في إفساد العلاقات بين الأندية وتأجيج الشارع الرياضي، فالرياضة هدفها نبيل في تقريب الشعوب وتعزيز العلاقات بين الناس، فهي فروسية منافسة داخل حدود الملعب تنتهي مع صافرة النهاية. الأساليب التي يدار بها إعلامنا الرياضي من التأويلات والتشكيك وعدم الثقة أفسدت التنافس بين الأندية الرياضية والمتهم الأول فيها هو الإعلام الرياضي الذي بالفعل ساهم مساهمة كبيرة في وصولنا إلى هذا الحد من التعصب مما أفقد الرياضة سمعتها وهدفها المنشود. العناية بهؤلاء النقاد وتدريبهم والاهتمام بهم تحت مظلة الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي هو مطلب الجميع، فهي مسؤولة في ظهورهم الإعلامي فلا بد من اشتراطات معينة وسط إجراءات نظامية تكون فيها شهادة إعلامية عبر جامعتنا التي تخرج بالمجال الإعلامي ممزوجة بخبرة جيدة في أي عمل إعلامي في وسيلة سواء مقروءة أو مسموعة أو مشاهدة تساعد على ظهورهم بشكل جيد أمام المشاهدين، وحتى يكون إعلامنا مهنيا لا بد من توفر هذه الشروط لننعم بكتاب ونقاد يعالجون الأخطاء، فالنقد يكون بناء بعيدا عن التشنج والتعصب والعواطف، يقال للمحسن أحسنت، وللمسيء أسأت بعيدا عن ألوان الأندية، لتعود المنافسة الإعلامية التي ترضي ذائقة المتابع للرياضة لدينا ونتخلص من الأقلام التي تنثر التعصب والتأجيج بين الجماهير. والله من وراء القصد