بحزن شديد فقدت ساحة الشِّعر علماً من أعلامها وركناً من أركانها شاعر المحاورة مستور العصيمي (1928 - 2021) بعد معانة مع المرض، والذي يعتبر فارساً من فرسان ميدان المحاورة، فقد قدّم عطاءات مميزة ورائدة توشحت بالإبداع والتميز والجمال والجزالة على مستوى الخليج والوطني العربي. ويعد مستور العصيمي من الشعراء البارزين في ميادين المحاورة، والذين لهم بصمات ثابتة فقد كان - يرحمه الله - سريع البديهة، وحاضر الذهن، فهو شاعر ذكي ويمتلك ملكة شِعرية قوية جعلته بعد - توفيق الله - واحداً من كبار الشعراء. سلام منّي عد ما يطلع النور وإعداد ما تمطر من الغيث غيمه سلام من شاعر محنّك ودكتور دكتور في بدع اللحن والوسيمه وقد بدأ الشاعر مستور العصيمي - رحمه الله - رحلته مع الشِّعر العام 1370 ه لذا يعتبر من أقدم شعراء المحاورة في السعودية والخليج، وله مشاركات عديدة في «مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة»، ومحاورات «المغترة»، وقد واجه العصيمي في ميادين المحاورة عددا كبيرا من فطاحلة الشعراء أمثال: مطلق الثبيتي وأحمد الناصر الشايع وصياف الحربي وجار الله السواط وشليويح المطيري وعبدالله المسعودي ومحمد الجبرتي ومعيض العجي ورشيد الزلامي ومحمد بن جرشان وخلف بن هذال وفيصل الرياحي وغيرهم. وبحزن شديد تحدث ل «الرياض» الشاعر حبيب العازمي ناعياً زميله الذي كان لفقده أبلغ الأثر في نفسه بقوله: «إن الشِّعر فقد علما من أعلامه فقد كان - رحمه الله - مدرسة في الأخلاق والشِّعر والرجولة والكرم، وكذلك في ميدان المحاورة كان فارسها المتمكن وشاعرها المجيد الذي يجيد الفتل والنقض بطريقة عجيبة يدهش بها الحاضرين ويشد انتباههم، وكان نداً قوياً في ميدان المحاورة، فهو شاعر نادر، وكان صديقا حميما للجميع والكل يحترمه نظراً لما يحمله في داخله من صفاء ونقاء وطيب الخلق وحسن التعامل مع الجميع رحم الله مستور الذي له مكانة كبيرة في قلبي، وقد جمعتني به أكثر من محاورة فهو شاعر يجيد الشِّعر ويعطيه حقه بكل ما تعنيه الكلمة وأشعاره تتسم بالرجولة والحكمة والجزالة.. وأدعو الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته. ومن أشهر محاورات الفقيد مستور العصيمي الممتعة التي جرت بينه وبين الشاعر مطلق الثبيتي - رحمهما الله - والتي بدأها الثبيتي بقوله: يا ليل يا ليل يا ليل السعد ما احلاك يا ليل ياللي جمعت القلوب الصافية من كل ديره العلم ينصاك يا مستور قيس العدل والميل واليا تعصّب عليك العلم دوّر لك بصيره مستور: أنا تراني معك بالدرب يا شاعر هل السيل ابيك تختار بالأمر وعسى بالأمر خيره انت على تبع مقفين الظعون اسبق من الخيل يا كاتم السر .. وان الله علاّم السريره مطلق: ياما نصحتك وقلت ارتاح كب الوزن والكيل كم قلت لك رافق الجمّال واقطر في بعيره احفيت خف الجمل يا ذيب واتعبت المراسيل ما جبت مكسب ولا حصّلت عاقل تستشيره مستور: تجنّب العلم ما لك فيه يا مطلق مداخيل يا راعي السيل وش قرّبك من وادي عشيره تحسبك صبت الهدف وهو عليك ابعد من سهيل خلّ المدافع تبند يوم كمّلت الذخيره مطلق: لو كان نورك كما نور القمر يالنجم ابو ذيل ما انته مداوي المريض اللي منوّم في سريره انا زرعت الغصون الطايله.. والبن.. والهيل وامد بالوافيه ما جيك بالعين الصغيره مستور: ما دام حبل الشدايد ركب من فوق المحاحيل كلٍ غروبه تجيب له الروى من جم بيره ياما زرعنا من الاحسان في قلوب الرجاجيل يومٍ كلٍ يمد الساق والطرقه خطيره مطلق: يا راعي الطرش ردّه ما معك حيله ولا حيل تحمّد الله بعد فكّيت بيبان الحظيره لا تحسب ان العبادة بين تكبيرِ وتهليل ترى العبادة لها يا صاحبي قصّه .. وسيره مستور: والله لولا حصل من هجرتي بعض العراقيل لا حط مرسوم في راس الجبل وادق زيره لا بد من دورةٍ للوقت ويحلحلك حلحيل ياللي تبري الحرامي وانت بالسرقة خشيره مستور العصيمي حبيب العازمي