شامخة ومعطاءة كالنخلة الثابتة منذ بداية حراك إذاعة الرياض برزت نوال بخش الإعلامية والمذيعة السعودية في تقديم البرامج الإذاعية بعمر صغير، لكنها مبدعة وذكية أثبتت جدارتها على مدار سنوات طويلة وكأنها ملهمة للأجيال على قدرة المرأة السعودية على التحدي وإثبات وجودها بكل الظروف. نوال بخش عندما نسمع صوتها وحديثها تذكرنا بقوة وصلابة الإنسان وإصراره في تحقيق الهدف الذي يسعى إليه وهكذا كانت. بدايتها كانت مع بداية إذاعة الرياض سنة 1964 كانت أول مذيعة سعودية، وأيضا عملت في التلفزيون السعودي في القناة الأولى تقدم العديد من البرامج كبرنامج المرأة والطفل، وبرامج في المجال الاجتماعي والخيري والأسري، وأيضا هي عضو بعدة جمعيات خيرية تضع بصمتها وإنسانيتها بالمساهمة في تقديم الخير والوعي. عندما نلاحظ مسيرتها الإذاعية والتلفزيونية ندرك كلمة التحدي وهذا التحدي عندما يتعلم الإنسان تطوير نفسه ثم يفيض نبع العطاء على الآخرين كوعي وإرشاد وتوجيه غير مباشر هنا يحدث العمق في تطوير ثقافة جميلة مؤثرة على أفراد المجتمع، هذا ما لفت انتباهي عندما تحدثت عن أول مهامها في الإدارة في إذاعة الرياض، وكيف أنها فقط كانت تعرف ماذا يعني صادر ووارد وتعتبر مهام الإدارة جديدة عليها، لكنها لم تقف بل تحدت وأثبتت جدارتها بذلك، الإعلام الحقيقي هو من يبرز قيمة الإنسان وقيمة المجتمع في تضامنه ووعيه ونضجه الفكري لأن بالفكر تتقدم المجتمعات ويدرك أفرادها رسالتهم في الحياة. عندما تأملت بعض مقابلات أستاذتنا نوال بخش وجدت امرأة عصامية صادقة في توصيل المعنى من الجهد والمثابرة وهذا ما يتضح بعطاء طوال خمسين سنة في العمل الإذاعي والتلفزيوني، أيضا أثارتني كلمتها للتحدي وأنها لا تخضع لكلمة تقاعد، أي طالما الإنسان يعيش يبقى ملهما ومعطاء، وهذا ما تقوم به الآن في بعض المهام كالتدريب في المجال الإذاعي وإعداد البرامج والاستشارات المتخصصة، هذا يوضح شخصية نوال بخش في قوة العزيمة والإصرار أنها موجودة تعشق الحركة وتحب المسؤولية، وحب المسؤولية ليس في مجال عملنا فقط بل مسؤوليتنا تجاه أنفسنا، هل نتطور ونتقدم مع سنواتنا أم ننعزل ونتوقف، هنا شدني كلام نوال بخش التي تعتبر نموذجا لنا، ماذا علينا أن نقدم لأنفسنا، وماذا علينا أن نقدم لمجتمعنا؟.