الأمن ضرورة ملحّة للمجتمع، إذ به تتحقق رفاهية الفرد ويعم الخير جميع أفراده ويرتقي به المجتمع إلى مصاف الدول المتحضرة، كما أن الأمن نعمة كبيرة يمنحها الله عباده، وهو ثروة حقيقية تفاخر بها كل شعوب العالم، وفي بلادنا كان الأمن ومازال وسيظل عنوانا لهذا الوطن وميزة حقيقية نسعى للمحافظة عليها ونرفض كل فكر يهدد استمرارها فمن المعروف لدينا جميعا أن الأمن يشكل أهم الأسباب الرئيسة للاستقرار السياسي والاقتصادي في أي دولة، وبالمقابل فإن العكس يكون له آثاره السلبية على السياسة والاقتصاد ويؤثر على مصالح الحياة بشكل أساسي، ويشل حركة الأفراد ويقلل إنتاجهم، ويقوض دعائم المجتمع لذلك فإن من الواجب علينا جميعا التعاون من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار في وطننا الحبيب، كما يجب علينا جميعا ألا نتردد في الإبلاغ عن أي مظهر يخل بالأمن والاستقرار، من باب قول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، إن الأمن له مفهوم شامل وأبعاد تشكل العديد من الجوانب، فهناك الأمن الاجتماعي، والأمن الفكري، والأمن السياسي، والأمن الاقتصادي، وجميعها كل لا يتجزأ من الأمن الوطني بمفهومه الشامل، فالأمن الفردي لا يمكن أن يتحقق بدون أن ينصهر الفرد في إطار تجمع بشري يضمن له الاستقرار، وبلادنا بحاجة لتضافر الجهود بين المواطن والأجهزة الأمنية لتعزيز بناء سياج أمني قوي يعمق في النفوس حب الوطن والفخر بالانتماء له، والطاعة لولي الأمر، والعمل والتكاتف على الخير. إن تحقيق الأمن الوطني يبدأ من البيت لأنه اللبنة الأولى في التربية ثم تتعضد مسؤولية البيت بالإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وكذلك مشاركة المدرسة في تعزيز الأمن لدى روادها بالإضافة إلى دور العلماء والوعاظ والمربين في هذا الجانب.. نسأل الله العلي القدير أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.