تلقيت قبل أيام جرعتي الأولى من لقاح فيروس كوفيد - 19 في أحد المراكز المتخصصة الكبرى التي خصصتها وزارة الصحة لهذا الغرض، لا أخفيكم عن مشاعر التوجس والترقب «المبدئي» التي كانت تساورني خلال طريقي للمركز، ودارت في مخيلتي أسئلة عديدة. مرت الدقائق سريعة، وصلت المركز ولم أنتبه إلا على صوت شاب مبتسم يقف أمام سيارتي قائلاً: شرفتم وأهلاً وسهلاً بكم. في لحظات طلب تطبيق الموعد للتأكد، ووجهني بكل أدب أين أوقف سيارتي ثم أين أتجه. وعلى بوابة دخول المركز الرئيسة لفت نظري انتشار شباب وشابات وزارة الصحة يستقبلون كل قادم بعبارات الترحيب والدعاء والتقدير، ويتسابقون في خدمة القادم نحوهم. طلبوا مني الانتظار لثوانٍ معدودة داخل غرفة انتظار «أنيقة» لتسجيل «معلومات»... لأجد موظفة تصحبني بكل أدب ولطف نحو غرفة «التطعيم» وسط كلمات لا تكاد تقف سمعتها من الجميع «حفظك الله» - «بالسلامة إن شاء الله»- أمنياتنا لك بالصحة والعافية. الجميل واللافت أنه رغم كثافة الحضور، تجد سلاسة وانسيابية وكفاءة في سرعة الإجراءات. تعاملاً ورُقياً لا يمكن وصفه قدمه أبطال وزارة الصحة مع جميع الراغبين في تلقي اللقاح سواء مواطناً أو مقيماً. شعرت حقاً بفخر المواطنة والانتماء وأنا أرى شبابنا وبناتنا يقدمون لوحات إبداع وإنجاز وكفاءة لا يمكن تخيلها. دخلت غرفة اللقاح ووجدت طبيباً وطبيبة سعودية ينتظراني بالابتسامة والترحيب، وأخذت لقاحي لأجد موظفة أخرى تدعو لي وتصطحبني لغرفة انتظار أخرى مجهزة بالمرطبات والمياه والعصائر وتطلب الانتظار ل 15 دقيقة لمجرد الاطمئنان العام فقط ثم المغادرة. (انتهت الرحلة السعيدة مع اللقاح). ولزاماً علينا هنا أن نقدم تقديرنا وشكرنا لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وحكومتنا الرشيدة، ولمعالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة ولجميع أبطال الصحة فرداً فرداً، فما نشاهده ليس مفخرة وحسب بل أيقونة كاملة من العطاء والرخاء لا نجدها في أي دولة أخرى.