بَعْدَ أنْ أنهيتُ تعليقَ اللوحةِ على الجدارْ، ذهبتُ إلى عمَلي كعادتي في كلِّ يومْ. اتَّصلت ابنتي الصُّغرى مُستنجِدةً بي: * أبي لقد سالَ الماءُ من اللَّوحةِ، وامتلأتُ الغرفةُ بالماءْ..؟! لقد وصلَ الشَّارعَ يا أبي، وتجمهرَ النَّاسْ.!! عُدْتُ مُسرعاً. * يا إلهي الماءُ في غرفتي، افتحوا الأبوابَ والنَّوافذَ، وانظروا لماذا تَجمْهرَ النَّاسُ في الشَّارعْ..!! * لا بُدَّ من إنزالِ اللَّوحةِ، كي يقفَ الماءُ يا أبي. أنزلتُ اللوحةَ، فوقفَ الماءُ وجَفَّ المكانُ رويداً رويداً، وانفضَّ النَّاسْ. * لكنَّني أشعرُ بعطشٍ في داخلي، أشعرُ بظمأٍ شديدٍ يا بُنَيَّتِي..!! سَأُخبرُكِ بِسْرٍّ ولا تُفشيهِ لأحَدْ. سَأبتلعُ اللَّوحةَ، كي نُخفي سِرَّها عنِ النَّاس، وإن أتت الشُّرطةُ فلن يجدوا دليلاً على ما جَرى.!! ضَحكتِ الصَّغيرةُ وقالتْ: * ولكنَّها كبيرةٌ، يا أبي..!! هَيَّا جَرِّبْ. * اُنظري، هَا قد بلعتُها، لا تُخبري أحداً يا صَغيرتي، بعد اليوم لن أحتاجَ إلى شُربِ الماءْ؛ وهذا سِرٌّ آخرُ لا تُخْبري أحداً به، إنَّهُ الفُرَاتْ.