دشنت أوروبا اليوم الأحد حملة تطعيم ضخمة للوقاية من مرض كوفيد-19 بدأتها بالمسنين والفرق الطبية على أمل وضع نهاية لجائحة كبّلت اقتصادها وأودت بحياة أكثر من 1.7 مليون نسمة في أنحاء العالم. وقالت آراسيلي إيدالجو، وهي مسنة تبلغ من العمر 96 عاما وأول من حصل على اللقاح في إسبانيا "نشكر الله"، وأبلغت العاملين في دار رعاية المسنين التي تقيم بها في مدينة وادي الحجارة قريبا من العاصمة مدريد أنها لم تشعر بشيء. وأضافت "دعونا نرَ ما إذا كان بإمكاننا القضاء على هذا الفيروس". وفي إيطاليا، أول البلدان الأوروبية التي سجلت أعدادا كبيرة من الإصابات بالفيروس، كانت الممرضة كلاوديا أليفرنيني (29 عاما) واحدة من بين ثلاثة عاملين في مجال الرعاية الطبية على رأس قائمة من سيحصلون على اللقاح الذي طورته شركتا فايزر وبيونتيك. وقالت وهي في مستشفى سبالانزاني بالعاصمة الإيطالية روما "إنها بداية النهاية... كانت لحظة تاريخية مثيرة". وتسعى القارة التي يبلغ عدد سكانها 450 مليون نسمة اللحاق بالولايات المتحدةوبريطانيا بعد أن بدأتا بالفعل حملات التطعيم باستخدام لقاح طورته شركتا فايزر وبيونتيك. ومن المقرر أن يستقبل الاتحاد الأوروبي 12.5 مليون جرعة من اللقاح بحلول نهاية العام، وهو ما يكفي لتطعيم 6.25 مليون شخص حسب التطعيم الذي يعتمد على جرعتين لكل شخص. وتسابق الشركات الزمن لتلبية الطلب العالمي على اللقاح وتستهدف إنتاج 1.3 مليار جرعة بحلول العام المقبل. وأبرمت أوروبا عقودا مع عدد من الموردين للحصول على أكثر من ملياري جرعة لقاح، وهي تهدف لتطعيم جميع سكانها البالغين خلال العام القادم. ورغم أن في أوروبا بعضا من أفضل نظم الرعاية الصحية والمستلزمات الطبية في العالم، دفع حجم الجهود الهائل دولا للاستعانة بالأطقم الطبية المتقاعدة في حين خففت دول أخرى القواعد التي تحدد من هم المسموح لهم بالقيام بالحَقن. وتشير عمليات المسح إلى تردد كبير حيال اللقاح في دول من فرنسا إلى بولندا، وروج قادة دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين للقاح على أنه أفضل فرصة للعودة إلى قدر من الحياة الطبيعية العام القادم. وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر "لدينا سلاح جديد ضد الفيروس، إنه اللقاح. يجب علينا أن نقف بحزم مرة أخرى". وكان ماكرون قد ثبتت إصابته بالفيروس هذا الشهر وخرج من الحجر الصحي ليلة عيد الميلاد. مسارعة بعد انتقاد حكومات أوروبية لفشلها في العمل معا لمكافحة انتشار الفيروس في بداية العام الحالي، يتمثل الهدف هذه المرة في ضمان الحصول على اللقاحات في جميع أنحاء القارة وبفرص متساوية. وسارعت المجر أمس السبت بإعطاء جرعات لقاح فايزر-بيونتيك للعاملين في الخطوط الأمامية بمستشفيات العاصمة بودابست. كما مضت سلوفاكيا قدما في تطعيم بعض موظفي الرعاية الصحية أمس السبت. وفي ألمانيا، حصل عدد قليل من نزلاء دار لرعاية المسنين على التطعيم قبل يوم من الموعد المقرر. ويمثل توزيع جرعات فايزر-بيونتيك تحديات صعبة إذ يتعين تخزين اللقاح في درجات حرارة منخفضة جدا تبلغ حوالي 70 درجة تحت الصفر. وفي ألمانيا، أوقفت عدة مراكز للتطعيم في شمال بافاريا عملها على إعطاء اللقاح للناس وسط حالة من عدم اليقين مما إذا كانت الجرعات حُفظت في حاويات باردة بما فيه الكفاية. وإلى جانب المستشفيات ودور الرعاية، ستصبح الصالات الرياضية ومراكز الاجتماعات التي أصبحت خالية بسبب إجراءات العزل العام أماكن للتطعيم الجماعي. وفي إيطاليا، فُتحت أجنحة رعاية صحية مؤقتة صُممت على شكل زهرة الروزماري ذات الأوراق الخمسة رمز الربيع، وتعمل بالطاقة الشمسية، في ساحات المدن في أنحاء البلاد. وانتظر بيدرو بيريس مع زملائه الممرضين لأخذ جرعة اللقاح في مستشفى سانتا ماريا في لشبونة بعد دوام عمل ليلي استمر لعشر ساعات "الأمر منهِك... عمل مضن". وقالت برانكا آنيتشيتش التي تقيم في دار رعاية في زغرب والتي كانت أول من يتلقى جرعة اللقاح في كرواتيا "سعيدة لأني سأتمكن الآن من رؤية أحفاد أبنائي". وبدأت التطعيمات أيضا في النرويج، التي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي لكنها جزء من حملة التكتل. وخارج الاتحاد الأوروبي، كانت بريطانيا وسويسرا وصربيا قد بدأت بالفعل عمليات التطعيم لمواطنيها خلال الأسابيع الماضية. تحور جديد أصبحت حملة التطعيم أكثر إلحاحا بسبب مخاوف من تحور جديد للفيروس له علاقة بزيادة سريعة في عدد الإصابات بكورونا في بريطانيا وجنوب أفريقيا. وخلال الأيام الأخيرة، رصدت السويدوفرنسا أيضا حالات للفيروس المتحور. وخلال الأسبوع الماضي، رصدت أستراليا وهونج كونج وعدة دول أوروبية أخرى، كان آخرها السويدوفرنسا، إصابات بالفيروس المتحور الذي كُشف عنه في بريطانيا. وحتى الآن، يقول العلماء إنه ما من دليل يشير إلى أن اللقاحات لن تكون أقل فعالية في مواجهة الفيروس المتحور. وفي إسبانيا، يجري نقل الجرعات جوا إلى الجزر وإلى جيبي سبتة ومليلة في شمال أفريقيا.