أصدر دونالد ترمب الأربعاء مزيدا من قرارات العفو الرئاسية المثيرة للجدل التي شملت عددا من شخصيات طالها التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات وكذلك والد صهره ومستشاره جاريد كوشنر. وأعلن البيت الأبيض مساء الأربعاء لائحة تضم قرارات عفو عن نحو ثلاثين شخصية وإجراءات أخرى لتخفيف عقوبات. بين المستفيدين من قرارات العفو هذه بول مانافورت المدير السابق لحملة دونالد ترمب في 2016 ومستشاره السابق روجر ستون، وهما شخصيتان متورطتان بالتحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها ترمب. وكتب مانافورت في تغريدة على تويتر "الكلمات لا تكفي للتعبير عن امتناننا"، وكان يمضي عقوبة بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بسبب عمليات احتيال تم الكشف عنها في إطار تحقيق المدعي العام روبرت مولر الذي استمر سنتين حول تواطؤ محتمل بين روسيا وفريق ترمب، وقد وضع في الإقامة الجبرية في مايو الماضي بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد. وقال النائب الديموقراطي آدم شيف الذي يرأس لجنة الاستخبارات في المجلس في تغريدة على تويتر "خلال تحقيق مولر، طرح محامي ترمب العفو على مانافورت، سحب مانافورت تعاونه مع المدعين، كذب، وأدين ثم امتدحه ترمب"، معتبرا أن "عفو ترمب يكمل الآن مخطط الفساد". "عصابة مجرمين" واتُّهم دونالد ترمب على الفور بإساءة استخدام حقه في إصدار العفو، مرة أخرى، ففي نهاية نوفمبر أصدر بالفعل عفواً عن مايكل فلين مستشاره السابق للأمن القومي المتورط في القضية نفسها. وكتب السناتور الجمهوري بن ساسي "فاسد حتى النخاع"، بينما كتب النائب الديموقراطي عن ولاية تكساس لويد دويت على تويتر "ترمب أصدر للتو عفوا عن عصابة أخرى من المجرمين من زمرته". وتضم اللائحة التي نشرتها الأربعاء السلطة التنفيذية الأميركية والد جاريد كوشنر صهر ترمب ومستشاره، وحُكم على تشارلز كوشنر في 2004 بالسجن لمدة عامين بتهمة التهرب الضريبي، وانتقد ديفيد أكسلرود المستشار السابق لباراك أوباما "هذا الاستعراض المثير للاشمئزاز دائما، ولم ينته بعد!". "الولاء قبل كل شيء" كان ترمب خفّف عقوبة السجن الصادرة بحقّ صديقه ستون الذي كان حُكم عليه بالسجن لمدة 40 شهراً في إطار التحقيق حول تدخّل روسيا في الانتخابات. وستون مدان بسبع تهم بينها عرقلة سير العدالة والإدلاء بشهادات زور والتلاعب بشهود. وكان الرئيس الأميركي أعلن مساء الثلاثاء عفوا عن 15 شخصا وتخفيفا في عقوبات خمسة آخرين. وقد استفاد من هذه القرارات خصوصا أربعة عملاء سابقين لشركة الأمن الخاصة بلاكووتر أدينوا بقتل 14 مدنيا عراقيا في 2007 في بغداد. ودان القضاء هؤلاء بفتح نيران مدافع رشاشة وإلقاء قنابل يدوية على تقاطع مزدحم في بغداد أثناء تجوالهم في عربات مدرعة، في مجزرة أثارت غضبا عالميا، وقال البيت الأبيض مساء الأربعاء إن الرجال الأربعة وكلهم جنود سابقون، لهم "تاريخ طويل في خدمة الأمة". لكن في بغداد أعرب الضابط في الشرطة العراقية الذي حقق في إطلاق النار عن غضبه، وقال فارس السعدي لوكالة فرانس برس "أتذكر كما لو كان البارحة"، مضيفاً "كنت أعلم أننا لن نرى العدالة". وقالت السناتورة الديموقراطية السابقة كلير مكاسكيل التي كانت عضوا في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "كل هذا يثير الاشمئزاز"، مضيفةً أن "هذا العفو إهانة لا يمكن وصفها لجيشنا". وشركة بلاكووتر التي لم تعد موجودة، أسسها إيريك برانس أحد أشد المؤيدين لترمب وشقيق وزيرة التربية بيتسي ديفوس. ورأت مجموعة مكافحة الفساد "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق" في واشنطن أن "رسالة ترمب واضحة: العدالة لا تنطبق عليك إذا كنت مواليا له". وذكرت الصحف الأميركية أن ترمب يفكر أيضا في منح عفو وقائي لأبنائه ولجاريد كوشنر ومحاميه الشخصي رودي جولياني، قبل أن يغادر البيت الأبيض في يناير. وأضافت المصادر نفسها أن ترمب يدرك إمكانية إصدار عفو عن نفسه عن الجرائم التي قد يُحاكم عليها بسبب ولايته. وفي 2018، قال إن لديه "الحق المطلق" في اتخاذ هذا الإجراء، والذي سيكون سابقة.