تؤكد الكثير من الدراسات الحديثة ومن أهمها ورقة علمية عن خيل الجزيرة العربية مقدمة من المشرف العام على مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة بديراب سامي النحيط أن كل سلالة كريمة من الخيول لا تضمن لنفسها البقاء دون اختلاطها بالسلالة العربية الأصيلة وللاعتراف بالحصان على أنه عربي أصيل تقول الدراسة: لا بد أن يكون منحدراً مباشرة من الصحراء العربية حيث يحرص العرب على أنساب الخيل فيعرفون كل فرس ومشجرات آبائها فهم لا يقفون عند الآباء فحسب بل يحرصون على حفظ نسب الخيل من الأمهات لأنها تحمل الصفات النقية الأصيلة ومن اهتمام العرب بالخيل وفقا لهذه الورقة أنهم كرسوا لها بعض مؤلفاتهم مثل أنساب الخيل (لابن الكلبي) وأسماء خيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها (للغندجاني) و(كتاب الخيل) للأصمعي وغيرها. مؤكدة بأن كثيرا من الخيول اشتهرت بنسبتها إلى الجد الأكبر وبقيت أنسابها متوارثة في مكان نشأتها في جزيرة العرب فوق هضاب نجد ومنطقة عسير فهذه المناطق كانت وما زالت من أخصب المناطق قوة وأكثرها ملاءمة لتربية الجياد الأصيلة، وفي هذا الصدد كان الرحالة الفرنسي روسو أثناء عمله قنصلا لبلاده في بغداد وفي مهمة استخباراتية عند ما أرسل في كانون الثاني العام 1808م من قبل حكومته مخططا لمرور الجيش الفرنسي عبر تركيا وإيران لضرب إنجلترا في مستعمراتها الآسيوية يقول إن للعرب عادة الاحتفاظ وبهمة عالية بأنساب مختلف أعراق خيولهم ومن عادتهم أن يصدروا شهادة بحق عراقة الخيل ونبلها، مشيرا إلى نص وثيقة حصل عليها وهي عبارة عن (شهادة ميلاد ونسب) لفرس نبيلة بدأت الوثيقة بعد اسم الله بالقول: السبب الباعث إلى تحرير هذه الكتاب - نحن الموقعين أدناه نعلن أمام الله العلي القدير ونؤكد ونشهد ونقسم بالله وهذا بذمتنا وشرفنا أن المهرة (الكميت) التي في ناصيتها نجمة بيضاء وقد ولدت وفي قدمها الخلفية بقعة من فرس نجدية ومن حصان من جنس (شويمان السياح) فهي من أصل نبيل من ثلاثة أجيال متتالية فهي بالحقيقة تجمع كل الصفات الخاصة التي يتحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: بطونها كنز وظهورها عز واعتمادا على شهادات السلف نؤكد بأن المهر موضوع الكلام هي أصيلة كالحليب ونشهد أيضا بالقسم عينه بأنها مشهورة بخفتها وبسرعتها في السباق تتحمل العطش بصبر جميل متعودة على الأتعاب والسفر الطويل وعلى هذا أعطينا هذه الشهادة حسب ما رأينا وعرفنا بأنفسنا والله خير الشاهدين (أسماء الشهود). مضيفا أن العرب يحبون الخيل حتى العشق وقد تركوا مؤلفات عديدة في أصولها وأنسابها وطرق العناية بها وأيضا معالجاتها من أمراضها وأشهر هذه البحوث كتاب مبادئ الفروسية الذي ينسب إلى علي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ذاكرا بأنه قد حصل على نسخة من هذا الكتاب في حلب. ومن المخطوطات المحفوظة التي تبين اهتمام العرب وبدو الجزيرة بالذات بسلالات ونسب خيولهم مثل اهتمامهم بنسب أبنائهم وثيقة محررة في العام 1886م يعتقد بأنها من أرشيف الرحالة الألماني كارل شوان وتسمى هذه الوثيقة بالحجة وتعد بمنزلة شهادة أصل فرس محررة لجواد عربي أصيل من سلالة (وذنان الأخرس) اشتراه رجل من العقيلات بالقصيم من بدوي من السويلمات من عنزة وختم تلك الوثيقة أو الحجة (12) من شيوخ وأعيان القبيلة قالوا من خلالها بعد أن شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. نشهد شهادة تهمنا من دون جيرانه بخصوص حصان معاشي الحشاوي السويلمي وهو الحصان (الحمر) الذي في قصته هلال أنه بالحظ والبخت أن أمه وذنة خرسان وأبوه كحيلان أبو جنوب معلوم الرسن والأصل حصان يشبا (حصان تلقيح وغزو) وذلك في علمنا وبموجب اطلاعنا أنه صار ثمنه على حظ العقيلي في خمس مئة وخمسين غازي (عملة عثمانية) وبموجب علمنا وخبرنا حررنا هذا الاستشهاد وما شهدنا إلا بما علمنا والله خير الشاهدين. اختلاط الخيول بالسلالة العربية الأصيلة يضمن لها البقاء وثيقة محررة في العام 1886م لشهادة أصل جواد عربي أصيل