تعتبر قيم الرقابة والمحاسبة، والتدقيق الفني، والمباحث الإدارية، من الأساسيات الرئيسة لمكافحة الفساد إضافة إلى الأوامر الملكية السامية، والصلاحيات المحددة بالنظام، والقوانين لسد جميع منافذ الفساد، ولتعزيز قيم النزاهة، والشفافية والحوكمة، ولعل هذا الجانب قد وجد رعاية كريمة واهتماماً خاصاً من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- فرعاية سمو الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض (لمنتدى نزاهة الثامن) للاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الفساد للعام 2019م، وبعنوان (التوجهات الإستراتيجية لتعزيز النزاهة، ومكافحة الفساد) والذي انعقد في الرياض، وشارك فيه نخبة من الخبراء، وذوي الاختصاص من داخل وخارج المملكة، وكان لقاء متخصصاً ومتعدداً، ومتنوِّعاً في الأفكار، ورصداً لما وصلت إليه جهود المملكة في هذا الجانب. وأكد فيه معالي رئيس نزاهة أن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وجهه بأن يستأصل جميع أنواع الفساد، والرفع لسموه عن أي مسؤول لا يتعاون مع نزاهة، لذا يجب على المسؤولين أن يدركوا أن المسؤولية، والشفافية أمانة في أعناقهم، وأن يكونوا على قدر كبير من الأمانة حتى لا يكون هناك أي نوع من الفساد عن طريق استغلال المنصب، ويؤدي إلى تعطيل مصالح المواطنين. فمكافحة الفساد مسؤولية عظيمة، وهي عمل وطني جبار، تتطلب تظافر جميع الجهود، وأيضاً هناك حاجة لوقفه صارمة ضد من يهدر خيرات الوطن، ومن يعتدي على الممتلكات، ويتلاعب بالمشاريع، وعدم تنفيذها في وقتها المحدد، مما يترتب عليه خسارة للمال العام، وضياع للوقت والجهد، فالمواطن يتمنى من نزاهة الجدية، والتقدم للإمام، وأن تكون معاييرها الصدق والشفافية وعدم المحاباة، والتسامح مع أي كائن من كان. ونأمل بأن تظهر نزاهة حضوراً أكبر مما مضى، بعدما حصلت على الدعم اللازمة، ومن أعلى السلطات في بلادنا، لتقوم بواجباتها الوطنية، والحزم والشدة مع العابثين والفاسدين، فالمواطن أصبح يعاني من تعثر المشاريع، وخاصة مشاريع الطرق، وكثرة الحفريات في شوارعنا، والعمل على تعزيز الشفافية، ومكافحة الفساد المالي والإداري، ومتابعة تنفيذ الأوامر، والتعليمات المتعلِّقة بخدمة المواطن. ونتمنى من نزاهة مراقبة التعيينات في الوظائف، وترسية المشاريع والعطاءات، ومتابعة مراحل التنفيذ، وتعزيز كفاءة تنفيذ الشركات، وإنهاء ثقافة «شد لي، وأقطع لك» السائدة في بعض الأوساط ومكافحة الغش التجاري، وحماية حقوق المستهلك، ومراقبة أعمال هيئة الغذاء والدواء، وهيئة المواصفات والمقايس، والجمارك لأن هناك الكثير من التساؤلات حول أعمالهم بمنع دخول الأغذية الفاسدة، والبضائع المقلَّدة. لقد سعدنا بالمشاركة في المنتدى، وما شاهدناه من حسن تنظيم للمشرفين على منتدى نزاهة، وهو بلا شك جهد عظيم يستحقون عليه الشكر والثناء، وعلى رأسهم راعي الحفل سمو الأمير فيصل بن بندر، ومعالي رئيس نزاهة الأستاذ مازن الكهموس، والشكر موصول لجميع المشاركين والحضور، ولكل من شارك من الجهات الأخرى.