تتطلب الأوقات العصيبة في أسواق الطاقة العالمية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وقوة لضبط السياسات التي تحكم الامدادات النفطية للسوق العالمي بما فيها أهمية توازن العرض والطلب بما يعزز استقرار اقتصادات العالم المضطربة بالجائحة، حيث اتخذ اجتماع أوبك+ خطوات متسرعة أكثر عقلانية لمعالجة الموقف وأن نتائج هذه الإجراءات ليست ضرورية اليوم فحسب، بل سيكون لها تأثير كبير على الغد حيث ترتبط التوقعات على المدى المتوسط والطويل ارتباطًا وثيقًا بتعديلات الإنتاج الحالية. بعض وسائل الاعلام عن وجود خلافات ومشكلات وأعلن وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان رئيس اجتماع أوبك+ بانه وخلال المناقشات الصعبة في اليومين الماضيين بما فيها من تحديات حيث توصلنا لاتفاق عادل متوازن ومرن لجميع الدول للتأكد من أن السوق في حالة استقرار، مؤكداً سموه استنفار الجهود التي كللت بالتوصل للنجاح المحقق اليوم. في وقت اتجهت أنظار العالم أجمع يوم الخميس صوب أهم اجتماعات سوق الطاقة العالمي المتمثل في اجتماع دول أوبك بقيادة المملكة، وشركائها بقيادة روسيا، في تحالف أوبك+، حيث ترأس سموه الاجتماع مرحباً بالقرارات التي تعزز الاقتصاد العالمي بقوة النفط والطاقة التي تمثل العصب في التنمية الحضارية العالمية. وأبدى سموه ارتياحه للنتائج المميزة على عكس ما تناقشه بعض وسائل الاعلام عن وجود خلافات ومشكلات لدى مجموعة أوبك+. نوفاك: المجموعة ستضيف 500 ألف برميل يوميًا من الإنتاج إلى السوق في يناير، وهو ربع ما كان سيحدث بموجب الخطة السابقة واتاح سموه الفرص لنائب رئيس الوزراء، ووزير الطاقة الروسي اليكسندر نوفاك، الرئيس المشارك بالاجتماع لتقديم ايجاز حول مساهمة الدول من خارج أوبك في خفض الإنتاج العالمي للنفط. وقال نوفاك "ان اجتماع اليوم الذي يضم منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وشركائها يمثل أهمية اقتصادية كبرى للعالم الذي يتابعنا اليوم بمزيد من الترقب حول ما توصلت إليه المباحثات باليومين السابقين من اتفاقات حول الإنتاج العالمي للبترول"، حيث كان التركيز منصباً على دفع اسوق النفط للاستقرار المعزز للاقتصاد العالمي من خلال تبادل الرؤى والمناقشات والتحليلات حيث "يتوجب علينا الخروج بقرارات تواكب التغيرات والظروف الطارئة المستجدة دوما في الأسواق". وقدم نوفاك شكره وتقديره لوزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان لجهوده المثابرة الحثيثة لدعم التحالف وانجاح خططه واستراتيجياته التي تستهدف عالم أكثر استقراراً اقتصادياً، وشكر أمين منظمة الأوبك محمد باركيندو لما حققته المنظمة من دور ريادي في ضبط أسواق النفط لمصلحة الاقتصاد العالمي، مشيراً للاجتماعات المكثفة التي خاضها وزراء النفط في المجموعة على مدى ال48 ساعة الماضية الذين خرجوا باستشارات مؤثرة ووسائل جديدة لتوجيه السوق لمنحى أقوى أداء وكفاءة وقال "اود ان اعلن عن ما تم اتخاذه من قرارات من جانب الدول من خارج أوبك والتي سنفصح عنها في اجتماعنا الخاص اليوم الخميس". وأضاف نائب رئيس الوزراء الروسي نوفاك بقوله "اود ان أوضح النقاط الأربع الرئيسة التي اتفقنا عليها" وهي اولاً تسخير المجموعة جل جهودها للتوصل لاتفاق مرضي للجميع، وثانيا دور مبادرة "اعلان التعاون" في أوبك+ في توازن الأسواق، وثالثاً النظر في اساسيات السوق من حيث الانتعاش واستعادة قوة الطاقة لمزيد من استقرار العالم، ورابعاً التأكد من حاجة السوق أما لمزيد من الخفض الإنتاجي أو الإبقاء على الاتفاقية الحالية. وقال لقد اتفقنا على إضافة 500 ألف برميل في اليوم للسوق وهو ما يعني تغيير الخفض الحالي من 5,7 مليون برميل المتفق عليها مسبقاً بداية من يناير 2021 إلى 5,2 مليون برميل في اليوم، مشدداً على التزام جميع الدول من خارج أوبك بالحصص التي تعهدوا بخفضها. كما تم الاتفاق على عقد الاجتماع الوزاري لمراقبة خفض الإنتاج بداية كل شهر ابتداء من يناير القادم بهدف التأكد من التقدم المحرز على صعيد الاتفاقية واستجابة لمتطلبات ومستجدات الأسواق وبحث الإيجابيات والسلبيات التي تطرأ. كما تم الاتفاق على مساهمة الدول في التعويض عن زيادة انتاجها حتى شهر مارس القادم. إلى ذلك اتاح وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان رئيس الاجتماع للجميع مداخلاتهم وطرح استفساراتهم مرحبا سموه باجتماع اللجنة الوزارية المشتركة بالرياض منتصف يناير القادم متطلعاً لاتخاذ القرارات المناسبة لمصلحة العموم. إلا ان سموه شدد بأهمية الاجتماعات بداية كل شهر لتتيح الفرصة اما الإبقاء على الاتفاقات المتخذة او تطويرها عند الحاجة مؤكداً برأيه أهمية التركيز على احتياجات وتطورات الأوضاع في سوق الطاقة العالمي. وطرأت مناقشات لتطورات الجائحة وأثرها على الأسواق واللقاحات المكتشفة وتبعاتها المؤثرة ليس فقط على الاقتصاد بل على الصحة العالمية مذكراً الجميع بأنها مأساة إنسانية أكثر من مالية. وبذلك فقد توصلت منظمة أوبك وشركائها في تحالف أوبك+ إلى اتفاق لتخفيف تخفيضات إنتاج النفط العام المقبل بشكل تدريجي أكثر مما كان مخططًا له سابقًا، مما يمنح السوق الهش مزيدًا من الوقت لاستيعاب العرض الإضافي. وقال نوفاك إن المجموعة ستضيف 500 ألف برميل يوميًا من الإنتاج إلى السوق في يناير، وهو ربع ما كان سيحدث بموجب الخطة السابقة التي كانت تستهدف إضافة نحو 2 مليون برميل يوميا، التي تعني زيادة تخفيضات الإنتاج من 7,7 مليون برميل إلى 5,7 مليون برميل يوميا بدء من يناير 2021 إلى أبريل 2022. وقال نوفاك إن الوزراء سيعقدون بعد ذلك مشاورات شهرية لتحديد ما إذا كانوا سيوافقون على زيادات مماثلة في الإنتاج في الأشهر اللاحقة. ويعد هذا التيسير التدريجي أقل مما كان متوقعًا على نطاق واسع قبل هذا الأسبوع حيث كانت المباحثات تحوم حول تمديد الخفض الحالي، بقدرة 7,7 مليون برميل يوميا التي تنتهي بنهاية الشهر الجاري ديسمبر، لمدة ثلاثة أشهر لزيادة الإنتاج المقررة في يناير. ومع ذلك، فإن اتفاق التسوية يتجنب أيضًا سبل انهيار تحالف أوبك+، التي أصبحت تشكل خطرًا متزايدًا بعد أيام من المحادثات المتوترة التي كشفت عن خلاف جديد بين أعضاء أوبك الأساسيين. ومن المرجح أن تبقي الصفقة المعدلة سوق النفط في حالة عجز خلال الربع الأول، مما يسمح لأوبك باستنزاف المخزونات المتضخمة. وإذا كانت المجموعة قد مضت قدما في زيادة العرض بالكامل، فإن الاقتصاديين قد حسبوا أن السوق كان سينقلب إلى فائض، مما قد يقوض ارتفاع الأسعار الأخير، بعد أن ارتفع النفط 0.5 بالمئة إلى 48.49 دولار للبرميل في الساعة 5:11 مساء الخميس في لندن. وسيكون للصفقة تأثير يتجاوز أسعار النفط الخام، حيث تتأثر ثروات صناعة الطاقة بأكملها، من الشركات الكبرى مثل أكسون موبيل، إلى منتجي النفط الصخري في تكساس، والبلدان المعتمدة على الموارد مثل البرازيل وكازاخستان، بقرارات أوبك+. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في كلمته الافتتاحية في الاجتماع عبر الإنترنت يوم الخميس "نتفهم أن كل الأنظار تتجه إلينا اليوم، وأني متأكد من أننا سنتخذ قرارًا متوازنًا قائمًا على أسس متينة." وأنقذت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها سوق النفط في وقت سابق من هذا العام من ركود غير مسبوق، وخفضت الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا حيث أدى الوباء إلى سحق الطلب. وأعادت أوبك+ قدرة 2 مليون برميل يوميًا من هذا الإنتاج إلى السوق في أغسطس دون حدوث عوائق، وكان من المقرر أن يضيف حجمًا مشابهًا الشهر المقبل. فيما كان العديد من أعضاء المجموعة قلقين من أن السوق لا تزال هشة للغاية لامتصاص تلك البراميل الزائدة حيث ضربت موجة جديدة من الإصابات بالفيروس الاقتصاد العالمي. وكانت دول أخرى تتعجل لفتح الصنابير بعد شهور من ضبط الإنتاج الذي وضع مواردها المالية تحت ضغط شديد. وقال أحد المندوبين إن دول أوبك+ ستواصل التنفيذ الكامل لقيود الإمدادات في الأشهر السابقة سيُطلب منها الاستمرار في إجراء تخفيضات إضافية على التعويضات حتى مارس.