عندما يلتقي قطبا الكرة السعودية الهلال والنصر هذا المساء في نهائي كأس الملك يجدد التاريخ الرياضي عراقة المنافسة التقليدية بينهما ويدون في سجلاته فصولاً جديدةً من الإثارة الكروية المتوقعة والأحداث الخالدة التي بدأت منذ الانطلاقة الأولى لهذه المنافسة الجماهيرية مع صعود (فارس نجد) لمصاف أندية الدرجة الأولى في موسم 1384ه لترتفع معها وتيرة الإثارة ودرجة سخونة مبارياتها مع تزايد عدد لقاءاتهما خلال ال58 عاماً الماضية لتصل اليوم إلى 166 مواجهة، تفوق الهلال في 67 مباراة وفاز النصر في 55 لقاء وتعادل العملاقان في 44 مواجهة آخرها في ذهاب الدوري مساء الاثنين الماضي التي كسبها الزعيم بهدفين دون مقابل. التاريخ يعيد نفسه واليوم يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى بينهما إذ سبق أن التقى النصر والهلال في مواجهتين ساخنتين خلال مسابقتين مختلفة في غضون أربعة أيام بملعب الصائغ في الرياض قبل 49 عاماً. ذلك أن التاريخ الرياضي يذكر أن العملاقين تقابلا عصر يوم الخميس الموافق 12 / 11 / 1393ه، ضمن منافسات دوري المنطقة الوسطى وكسبها الهلال بنتيجة 3 / 1 وبعد أربعة أيام من ذلك اللقاء تقابلا مرة أخرى على نفس الملعب في الدور قبل النهائي لمسابقة كأس الملك وفاز النصر يومها بنتيجة 3 / 2 ليصل النهائي وينجح في تحقيق أول كاس للملك في تاريخه عقب تغلبه على أهلي جدة في المباراة النهائية بهدف أحرزه لاعبه حسن أبو عيد «رحمه الله» في 20 / 3 / 1394ه. الهلال ينقذ الدوري (دنيا الرياضة) كان لها تغطية مميزة لتلك المواجهتين التاريخيتين بين العملاقين الهلال والنصر إذ كتب الأستاذ محمد الجحلان «رحمه الله» تعليق المباراة الأولى تحت عنوان (الهلال ينقذ الدوري بعد فوزه على النصر ب3 / 1) وذكر فيه: لم يسبق لملعب الصائغ أن احتضن مثل هذا العدد الهائل الذي زحف لمشاهدة هذ اللقاء وكانت هناك جماهير لم تستطع الدخول بنسبة لا تقل عن عدد المتواجدين في الملعب كما كانت المباراة منقولة إذاعياً وقد انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي أما الشوط الثاني فكان لعبة النجوم وهدافين أولهم كان قلب الهجوم الهلالي محسن بخيت الذي استطاع إحراز أول أهداف المباراة بعد مضي دقائق على بداية الحصة الثانية. محسن «أيقونة هلال التسعينات» قصة تسجيل هذا الهدف الذي أحرزه «أيقونة هلال التسعينات» محسن كما ذكرها المحرر في تعليقه: كرة من سلطان مناحي إلى زميله محمد الطعيمي ثم عادت لسلطان الذي حولها للنور موسى ومنه إلى محسن الذي تخطى عيد الصغير ثم المدافع الهدياني والمدافع أبو حيدر وينفرد بالمرمى ليخرج إليه مبروك التركي ويتبعه بزملائه واضعاً الهدف الأول في المرمى بكل هدوء على يمين مبروك. «أيقونة هلال التسعينات» محسن يهز الشباك الصفراء مرتين سلطان يعيد للأذهان عام 84ه قصة إحراز هدف الهلال الثاني مشابهة للهدف الأول وجاء بعد سبع دقائق إثر كرة استلمها سلطان مناحي الذي استعاد مستواه كما يقول المحرر وأعاد للأذهان سلطان عام 84 ه وسلمها للطعيمي ومنه إلى ناجي ثم النور الذي لعبها لمحسن المتمركز في مكان مناسب ولعبها بكل سهولة في المرمى من على رأس مبروك الذي لا حيلة له بالأهداف. وأجرى مدرب النصر تبديلاً إذ لعب الشبيكي في الوسط وتقدم يعقوب ليلعب جناحاً أيمن لكن حالة الوسط النصراوي تضاءلت أمام تفوق سلطان والطعيمي خاصة بعد الهدفين ولكن سلبية وسطه في إصراره على لعب كراته إلى محمد سعد العبدلي جعل هجماته تفتقد إلى عامل الخطورة. «الغول نجم دفاع الفريقين» علماً أن الدنيني ويعقوب لم يفعلا شيئاً في سبيل فك الحصار المضروب على ساعدي الهجوم وبالذات مدافع الهلال بشير الغول الذي يعتبر نجم دفاع الفريقين دون منازع. «يعقوب النصر يهز شباك ضاري» ثم بدأ تحرك النصر بكرة لعبها خالد التركي إلى يعقوب مرسال المتمركز دون رقابة اتجه بها صوب المرمى وتوغل داخل منطقة الجزاء ولعبها على يسار حارس الهلال ضاري وبعد هذا الهدف بدقائق أصيب ضاري ولعب الحارس الثاني (علي برغش) بديلاً له وحاول النصر تعديل النتيجة غير أن الهلال وبعد عشرين دقيقة نجح في إضافة هدف ثالث حين استلم محسن كرة من سلطان ويفوت من عيد ويتوغل بها داخل منطقة الجزاء ثم يلعبها عرضية للنور موسى ومنه لحسين العليان فهيأها لناجي عبدالمطلوب الذي لعبها سريعة معلنة الهدف الثالث والأخير قبل نهاية المباراة بعشر دقائق. أما نجوم المباراة في رأي المحرر فكانوا من الهلال: محسن بخيت وناجي والطعيمي وسلطان مناحي وبشير. ومن النصر: خالد التركي ومحمد الهديان ومبروك التركي. وأشار إلى أن هذه النتيجة رفعت رصيد الهلال إلى 12 نقطة متساوياً مع النصر في رصيده ويتعادلان في تصدر أندية الوسطى والشرقية. «مباراة النفس الأخير والهزيمة المشرفة» المواجهة الثانية التي جمعت قطبي الكرة السعودية بعد أربعة أيام جرت عصر يوم الاثنين 16/ 11 / 1393ه كانت (بنظام خروج المغلوب) لتحديد بطل المنطقة الوسطى في مسابقة كأس الملك وانتهت لصالح النصر بنتيجة 3 / 2 وكتب تعليق المباراة الأستاذ تركي عبدالله السديري «رحمه الله» تحت عنوان: (في مباراة فوز النفس الأخير والهزيمة المشرفة.. النصر يكسب الهلال ب3 / 2) قائلاً: المنتصر يوم أمس كان جمهور المنطقة الوسطى وليس النصر وحده هذا الجمهور محظوظ جداً لأنه يملك النصر والهلال له في العام الواحد أكثر من مواسم فنيات وإثارة وتشويق تحفل بها دائماً لقاءات الهلال والنصر عملاقان لهما من الأصالة والندية والتكافؤ ما يجعل مبارياتهما دائماً محط الأنظار ومنبع الإعجاب كل الذين يريدون مشاهدة كرة قدم رائعة وجيدة الأداء حتى من خارج مدينة الرياض يتجهون إلى حيث تكون لقاءات النصر والهلال. يعقوب مرسال يكرر هز شباك الزعيم وعن أهداف المباراة أضاف الكاتب: سجل النصر هدفه الأول في وقت مبكر من شوط المباراة إثر كرة ملعوبه وهي رمية ركنية كسبها يعقوب مرسال وسجل منها الهدف الأول بسبب خطأ توقيت الخروج لدى حارس الهلال ضاري أعقب الهلال هدف النصر بهدف التعادل سريعاً إثر استفادة بشير الغول من رمية ركنية وضعها في مرمى مبروك لينتهي الشوط الأول بالتعادل 1/1 ومضى الشوط الثاني دون أهداف. وفي الشوط الأول من الوقت الإضافي حقق ناصر الجوهر هدف فريقه الثاني بكرة ملعوبه من خالد التركي. ممدوح بن سعود يبدد الحلم الهلالي بنفس السرعة في التسابق على الأهداف حقق النور موسى هدف التعادل الثاني للهلال من كرة فاول لعبها الطعيمي، وقبل نهاية الوقت الإضافي بدقيقتين هدف الفوز للنصر وهو الهدف الثالث سجله ممدوح بن سعود إثر تمريره من محمد سعد العبدلي ورغم وجود أبو حطبة في مركز تغطية جيد إلا إنه لم يفعل شيئاً. شرفيو النصر يزورون مقر الهلال لتهنئته بالفوز من صور مظاهر الروح الرياضية الجميلة التي ظهرت بعد فوز الهلال على شقيقه النصر في مباراته الأولى ما نشرته (دنيا الرياضة) يوم 14 /11/ 1393ه خبر عن قيام عضوي شرف نادي النصر الأميرين سعود ومحمد بن ناصر بن عبدالعزيز بزيارة مقر نادي الهلال في الناصرية بعد المباراة لتهنئة إدارته ولاعبيه بروح رياضية عالية تجسد مبدأ التنافس الشريف الذي كان يسود العلاقة بين الناديين الكبيرين. فريق النصر بكامل نجومه في ملعب الصائغ 1393ه فريق الهلال بكامل نجومه في ملعب الصائغ 1393ه