ركزت البنود التي تناولها البيان الختامي لقمة قادة مجموعة العشرين، التي اختتمت مطلع الأسبوع الجاري بالرياض في دورتها "15"، برئاسة المملكة العربية السعودية، وذلك في اجتماع افتراضي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على قطاعي السفر والسياحة، والعمل على عودتهم بشكل تدريجي بعد تأثرهما جراء انتشار فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم. وتضمن البيان الختامي، فقرتين تخصان السفر والسياحة، حيث أعلن فيما يتعلق بقطاع النقل والسفر، عن التزام القادة بضمان إبقاء طرق النقل وسلاسل الإمداد العالمية مفتوحة وآمنة ومؤمّنة، وأن تكون القيود المفروضة نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد، بما في ذلك المفروضة على النقل الجوي والبحري، مستهدِفة ومتناسبة وشفافة ومؤقتة ومتوافقة مع الالتزامات الصادرة بموجب الاتفاقات الدولية. وعزز البيان، ما سبق أن صدر عن اجتماع وزراء السياحة بمجموعة دول العشرين في شهر أكتوبر الماضي، برئاسة وزير السياحة بالمملكة الأستاذ أحمد الخطيب، وأطلق عليه: "بيان الدرعية الوزاري"، حيث أكدوا فيه على ضرورة التعاون على المستوى الدولي في القطاعين العام والخاص لدعم إعادة إحياء السياحة من تداعيات الوباء ودعم المتأثرين بالأزمة، كما أكد الوزراء على دعمهم استخدام إطار عمل العلا للتنمية المجتمعية الشاملة من خلال السياحة، حيث يمكن أن يكون هذا الإطار بمثابة دليل تنتهجه الدول لضمان مساهمة السياحة في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة. وشدد القادة في البيان الختامي، على أهمية بذل الجهود الممكنة للعمل على إعادة الاقتصادات، بدول المجموعة إلى مسارها نحو النمو والحفاظ على الوظائف وتوفير فرص العمل والتغلب على كل تداعيات انتشار فيروس كورونا، وفيما يخص السياحة، مواصلة الجهود للتعاون مع الجهات ذات العلاقة، بما فيها القطاع الخاص؛ لتسهيل تعافي قطاع السفر والسياحة من هذه الجائحة، والترحيب بمبادرة المجتمع السياحي كمحفز لانتعاش القطاع، بما في ذلك الاقتصاد الإبداعي، ودعت لضرورة فتح الحدود بين دول العالم وعودة حركة السفر وفق ضوابط صحية تفرض على مختلف منافذ السفر. وكانت حركة السفر والسياحة العالمية الأكثر تضرراً من الجائحة فضلاً عن فقدان الملايين في العالم لفرص عملهم في هذا القطاع الحيوي، الذي ترتبط به قطاعات وخدمات مساندة عديدة، فضلاً عن تأثر المشروعات الصغيرة والمتوسطة المرتبطة بحركة السياحة والسفر بالقيود الصحية التي فرضتها مختلف دول العالم لوقف انتشار مرض " كوفيد19". وكان اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) قد أعلن منتصف الأسبوع الجاري، أن إيرادات شركات الطيران ستتراجع بنسبة تفوق 60 % العام 2020 مقارنة بالعام 2019 لتبلغ 328 مليار دولار، في أسوأ عام شهده القطاع على الإطلاق بسبب أزمة تفشي كوفيد-19، وأكدت المنظمة التي تضمّ 290 شركة طيران خلال جمعيتها العامة "هدّدت أزمة كوفيد-19 حياة قطاع النقل الجوي" و"ستذكر كتب التاريخ أن العام 2020 كان أسوأ سنة مالية" بالنسبة للقطاع الذي "خفّض تكاليفه بمعدّل مليار دولار يومياً عام 2020 وسيواصل مراكمة خسائر غير مسبوقة". وتتوقع إياتا أن تبلغ الخسائر الصافية للقطاع في العام 2020، 118,5 مليار دولار، مقابل تقديرها في يونيو أن تُسجّل خسائر بقيمة 84,3 مليار دولار، كما أنها قالت: إن الخسائر الصافية للعام 2021 ستصل إلى 38,7 مليار دولار، وهذا أيضاً رقم أكبر من ذلك المتوقع في يونيو 15,8 مليار دولار، قبل ظهور الموجة الثانية من الإصابات بالوباء.