انعقدت قمة الرياض بقيادة مملكتنا الغالية لقيادة المجموعة العشرين. لقد كان يوماً تاريخياً قيادياً وكأنه تفوح في الأفق رائحة المجد والكبرياء والعزة والفخام. هذا الاجتماع لأول مرة يحدث في دولة عربية رغم ظروف جائحة الوباء الحالية على العالم أجمع، وحدوث الإغلاق الاقتصادي الدولي الكبير ورغم القيود الصحية الاحترازية على الاجتماعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كل العالم. إلا أنه - والحمد لله - تم اجتماع القادة في بلادنا عن طريق أحدث طرق التكنولوجيا. كم تمنينا جميعاً أنه لو يتم الاجتماع في ظروف أفضل من هذه وأن يتم قدوم قادة العالم إلينا فعلياً؛ ليروا حجم التغير والتطور والتقدم الكبير الذي حظينا به بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. لا يخفى على الجميع أن القمة في الرياض كانت لأكبر اقتصادات العالم العشرين التي تشكل فيها دول مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم وأنها تضم حوالي 85 % من حجم الاقتصاد العالمي، و75 % من التجارة العالمية. وتعتبر المملكة العربية السعودية أكبر اقتصاد عربي مشارك في هذه القمة وتسعى من خلال رؤية 2030 من قبل عرابها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لتطوير قواعد الاقتصاد للتنويع في مصادره لكي لا يتم الاعتماد على مصدر واحد، وبات لدينا اقتصاد متين لا يعتمد على النفط وإنما باستثمار ما تكتنز به أرضنا من طاقات أخرى. لذلك - والحمد لله - دولتنا عظيمة، لها ثقلها السياسي وموقعها الجيوسياسي العظيم الذي يؤهلها لأن تكون الدولة المحورية الأكبر والأهم. ولا يخفى على الجميع أن لها مكانتها الاقتصادية ولها أيضاً قيادتها الرائدة - بإذن الله وبركته - ستقود بلادنا أهم دول العالم لترسم ملامح المستقبل برئاسة قائدنا العظيم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما. هذه المكانة لم تأتِ من فراغ، وإنما جاءت بعد صبر ومثابرة ورؤية تراعي الماضي وتواكب الحاضر وتستشرف المستقبل، مستلهمة روح الولاء الصادق لتراب هذه البلاد ولقيادتها الرشيدة التي وضعت نصب عينيها بذل الغالي والنفيس من أجل علو هامة ورفعة راية الوطن نحو التقدّم والنماء والرخاء.