تواصل الصين حصد الأرقام الصعبة وبلوغ القمة في إنتاج واستهلاك الطاقة في العالم، وفقاً للإحصاءات الشهرية المعتمدة، وهو أمر يبدو غير مستغرب من الدولة الأقوى اقتصاداً في العالم، والتي سجلت رقماً قياسياً في الطلب على المنتجات البترولية المكررة في أكتوبر بفضل الطلب القوي على البنزين خلال عطلة البلاد أوائل أكتوبر. وأظهرت بيانات الطاقة الصينية ارتفاع إنتاج مصافي التكرير في البلاد لأعلى مستوى له على الإطلاق في الشهر الماضي بقدرة معالجة بلغت 59,82 مليون طن من النفط الخام، بما يعادل 14.09 مليون برميل يوميًا، مرتفعة بنسبة 2.6 ٪ عن أكتوبر العام الماضي، وذلك بالمقارنة مع 13.96 مليون برميل يومياً في سبتمبر، متجاوزة الرقم القياسي اليومي السابق المسجل في يونيو عند 14.08 مليون برميل يومياً. في الوقت الذي سجلت الصين ارتفاعاً في إنتاج النفط من يناير إلى أكتوبر 2020 بنسبة 1.7 ٪ والغاز بنسبة 9 ٪، وفقًا لبيانات من المكتب الوطني للإحصاء يوم الاثنين، والتي عزت تسجيل الرقم القياسي نظراً لتزايد الطلب على الوقود مع قوة السفر البري للسيارات لمسافات طويلة في العطلة المذكورة. وبالنظر لمسح إجمالي الإنتاج خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2020، فقد بلغ 555.18 مليون طن، أو 13.29 مليون برميل يوميًا، بزيادة 2.9 ٪ عن نفس الفترة من عام 2019. وانتعش استهلاك وقود الطائرات المحلي في الصين إلى ما يقرب من مستويات ما قبل الجائحة في سبتمبر، وكان من المتوقع أن يرتفع أكثر في أكتوبر، بفضل الانتعاش السريع في سفر الركاب وشحن البضائع، على الرغم من أن الطلب من الرحلات الدولية ظل ضعيفًا. ومع ذلك، تم تقييد زيادة إنتاج المصافي حيث أوقفت إحدى مصافي التكرير الرئيسة لشركة سينوبك وحدة معالجة الخام البالغة قدرتها 160 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أواخر سبتمبر. وقال محللون استشاريون صينيون قبل نشر البيانات: إن المصافي المستقلة لا تزال لديها حوافز للحفاظ على معدلات تشغيل عالية وسط هامش تكرير قوي قدره 200 يوان (30.38 دولارًا) للطن. كما أظهرت بيانات مصلحة الإحصاء الصينية أن إجمالي إنتاج النفط الخام في الصين الشهر الماضي بلغ 16.41 مليون طن، بزيادة 1.4 ٪ عن نفس الشهر من العام الماضي. وارتفع الإنتاج في الأشهر العشرة الأولى بنسبة 1.7 ٪ على أساس سنوي إلى 162.66 مليون طن، وهي زيادة طفيفة ولكنها كبيرة بالنظر إلى النضوب السريع للمخزون في الحقول الرئيسة الناضجة. وارتفع إنتاج الغاز الطبيعي الشهر الماضي بنسبة 12 ٪ عن العام السابق إلى 16.3 مليار متر مكعب، قبل بدء موسم التدفئة الشتوي في الشمال عندما يرتفع استهلاك الوقود عادة. ونما الإنتاج في الفترة من يناير إلى أكتوبر بنسبة 9 ٪ على أساس سنوي. يشار إلى أن الصين تعتبر المملكة العربية السعودية لؤلؤة الطاقة بين بلدان العالم، وقد قامت شركة سينوبك والشركات البترولية والكيميائية في السعودية بتأسيس تحالفات طويلة الأجل أثمرت عن نتائج تعاون مثمرة. وتمثل تجارة البتروكيميائيات حوالي 50 % من إجمالي حجم التجارة الثنائية بين الصين والمملكة، ما مثل عاملاً قوياً للتنمية الاقتصادية في البلدين وساهم في بناء مجتمع ذي مستقبل مرتبط حيث تتحالف سينوبك مع الشريك السعودي في شركة فوجيان البترولية وهو أول مشروع مشترك لمبيعات النفط المكرر في الصين. فيما تتحالف الصين مع عملاقة البتروكيميائيات في العالم، شركة "سابك" في مشروع تيانجان للبتروكيميائيات، وهو مشروع مشترك لإنتاج الإثيلين على نطاق واسع في الصين.