قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان - في خطبة الجمعة - إن من أصول الإسلام الجامعة وقواعده العامة قاعدة الاجتماع والائتلاف والحذر من التفرق والاختلاف , قال تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " , وقال تعالى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " ومن فضل الله علينا في هذه البلاد المباركة لزوم العقيدة الصحيحة السمحة وتحكيم الشريعة والسير على منهج الكتاب والسنة , ولزوم الجماعة والإمامة , وقد جاء بيان هيئة كبار العلماء - وفقهم الله - في التحذير من الأحزاب الضالة والجماعات المنحرفة بيانا وافيا وبلسما شافيا فعلى المسلم أن يلزم الكتاب والسنة , ومنهج سلف الأمة , ويحذر من هذه الأحزاب والجماعات المخالفة للحق , انتماء لها أو تعاطفا معها , والله المسؤول أن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى إنه جواد كريم. إن التعليم هو أساس التربية وأصلها فبه تهذب الأخلاق وتغرس القيم وبه معالجة الأخطاء وتصحيح المفاهيم وتقويم الاعوجاج , العلم هو الحصن المنيع , والأساس الراسخ فبه الثبوت والصمود والرسوخ إذا ماجت الفتن والمحن , فاحرصوا على تعليم وتربية أبنائكم , وساعدوا الجهات التعليمية بما فيه صلاح الأبناء , وبناء المجتمع وتربية الأجيال , فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته , فالرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم , والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم , ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. أيها الوالدان أنتم مسؤولون شرعا عن تعليم وتربية الأبناء , فاجتهدوا في واجبكم وابذلوا النصح والتوجيه لأبنائكم , وتفقدوا وراقبوا وتابعوا برامج تعليمهم وتحصيلهم وساعدوا المدرسين والمربين في تعليمهم وإرشادهم , وفروا لهم الظروف المناسبة والأدوات اللازمة قدر الإمكان لعل الله أن يرزقكم بذلك ولدا صالحا ويرزقهم علما نافعا فإن ذلك من أعظم القربات وأجل الطاعات ومن الباقيات الصالحات والصدقة الجارية بعد الممات , خذوا للعم من أوقاتكم نصيبا مفروضا وحثوا أبناءكم على الاجتهاد في طلبه وتحصيله فإنه أنجع وسائل التربية , أيها المربون أيها المعلمون القدوة القدوة أبناء الجيل أمانة في ذممكم ومستقبل الأمة متعلق بمسؤولياتكم فالله الله في رعيتكم , اغرسوا فيهم الدين والقيم وحببوا لهم العلم , ربوهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق وهنيئا لكم الأجر العظيم من رب العالمين.