أعلنت أرمينيا أمس الجمعة، أن جيش أذربيجان شن هجمات مكثفة خلال الليل على بلدة شوشي الرئيسة والعاصمة الإقليمية ستيباناكيرت في منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها. وقال المتحدث العسكري الأرميني شوشان ستيبانيان في بيان: «إن ثلاثة مدنيين قتلوا في ستيباناكيرت عندما أصاب صاروخ مبنى سكنياً». وكررت وسائل الإعلام الرسمية الأرمينية زعمها بأن القوات التركية متورطة بشكل مباشر في الصراع، وذكرت وكالة الأنباء الأرمينية الرسمية أن «القوات الأذربيجانية التركية فتحت النيران المكثفة على بلدة شوشي ومدينة ستيباناكيرت طوال الليل». وأعلنت أرمينيا مقتل ثلاثة مدنيين ليل الخميس الجمعة في قصف أذربيجاني، وكتبت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان على تويتر: «إن ستيباناكرت، أبرز مدن ناجورنو كاراباخ تعرضت لضربات من جديد». وأضافت أن: «قذيفة أصابت منطقة سكنية وقتلت ثلاثة مدنيين»، في إشارة إلى قصف بلدة شوشة الاستراتيجية. أفادت وزارة الدفاع الأذربيجانية، من جهتها، عن إطلاق نيران معادية في الصباح على بلدة ترتار وقريتين أخريين، كذلك أشارت إلى قصف بلدة في منطقة غورانبوي خلال الليل. وذكرت القوات الأرمينية على تويتر: أن القتال مستمر «على امتداد الأجزاء الرئيسة من الجبهة». وأضافت أن: «الهجمات المتعددة التي شنتها الوحدات الأذربيجانية على شوشة تم صدها»، مؤكدة أن القوات: «سيطرت بشكل كامل على الوضع»، وشوشة منطقة استراتيجية تقع على مرتفعات جنوب ستيباناكرت. وتخوض أرمينياوأذربيجان المجاورة قتالاً عنيفاً منذ أكثر من شهر، مع تقدم الجيش الأذربيجاني في الأجزاء التي يسيطر عليها الأرمن في ناجورنو كاراباخ. وكانت المنطقة تحت سيطرة القوات الأرمينية لأكثر من ربع قرن، لكن الأممالمتحدة تعتبرها جزءا من أذربيجان. ونفت أذربيجان مهاجمة مناطق مدنية، واتهمت أرمينيا بشن هجمات على مناطق مأهولة بالسكان في أراض أذربيجانية غير متنازع عليها، بالقرب من ناجورنو كاراباخ. وقالت الأممالمتحدة في بيان هذا الأسبوع، مستشهدة بتقديرات الجانبين: «إن عشرات الآلاف من المدنيين نزحوا بسبب القتال الذي بدأ في أواخر سبتمبر الماضي». وفي ظل مقتل أكثر من 1250 شخصاً، يعد القتال الأخير الأكثر دموية بين الجانبين منذ أن خاضت أرمينياوأذربيجان حرباً في أواخر ثمانينات وأوائل تسعينات القرن الماضي، عندما أصبحتا دولتين مستقلتين بعد تفكك الإتحاد السوفيتي. وباءت ثلاث محاولات بالفشل للتوصل إلى هدنة إنسانية تم التفاوض عليها على التوالي برعاية روسيا وفرنسا والولايات المتحدة. وشجبت الأممالمتحدة هذا الأسبوع الهجمات «العشوائية» المستمرة على المناطق المدنية، محذرة من أن مثل هذه الهجمات قد ترقى إلى «جرائم حرب». كذلك أعربت عن قلقها بشأن مشاهد فيديو مقلقة للغاية تظهر القوات الأذربيجانية وهي تعدم جنديين أرمينيين أسيرين. وبينما تتدخل تركيا التي تُتهم بتزويد أذربيجان بمتخصصين ومرتزقة في الحرب، طلبت أرمينيا من موسكو مساعدة عسكرية، بموجب معاهدة صداقة وتعاون ومساعدة متبادلة بينهما للعام 1997، التي تقضي عدد من موادها باتخاذ إجراءات محددة في حال ظهور تهديد بهجوم مسلح أو عمل عدواني ضد أراضي الطرف الآخر.