استهل مقالي الذي يحتوي على شقين وكلاهما في محور الضجيج وادعاء المظلومية. فبعد أن ظهرت لنا أصوات من بعض الإعلاميين المهتمين بالشأن النصراوي بالمطالبة بتطبيق مبدأ المعادلة والمساواة بين الأندية بعد أن أصيب عددٌ من لاعبي النصر بفيروس كورونا وهذا حق مشروع لهم بل هو من الجانب الإنساني، ولكن لو لم نشاهد أولئك المطالبين بالتأجيل بعد مشاركة الهلال خارجياً في دوري أبطال آسيا "بنسختها الأسهل" وتصدرهم المشهد الإعلامي بمطالبة انسحاب الهلال من البطولة ورفضهم طرح فكرة التأجيل التي تقدم بها الفريق الهلالي كون ذلك يؤثر على سير البطولة وأنه يضغط الروزنامة للبطولة رغماً عن كون أندية الشرق لم تبدأ تصفياتها حتى الآن، ولكن أن تكيل بمكيالين وتطالب بما يتوافق مع مصالح النادي الذي تنتمي له وقد تجردت من أمانتك الصحفية التي دورها قول الحق مهما كلف ذلك بعيداً عن الميول والأهواء، فكم هو مخجل منظر هؤلاء بمطالباتهم وتناقضاتهم، بل إن البعض منهم كان يتشفى بمصاب لاعبي فريق سعودي بمشاركة خارجية بطرق غير مباشرة كمن "يدس السم في العسل" فقد سقط هؤلاء سقوطاً ذريعاً بعد أن تبين للجميع أنهم انتقائيون ويكيلون بمكيالين بما يرجح كفة عن أخرى، أين تلك المطالبة بعد أن ظهرت إصابات في لاعبي الفيصلي والتعاون وربما هناك أكثر من لاعب قد أصيب. المهنية تتلخص بالحياد والإنصاف لا بالأهواء، فالميول حق مشروع ولكن يجب على الإعلامي الفصل وعدم الخلط في طرحه بين ميوله ومهنيته فكل كلمة تحسب عليه في أي منبر إعلامي، وعليه إدراك ذلك لينجح بنقل الأمانة الملقاة على عاتقه، فالمهنية الإعلامية تكون بالوقوف على خط واحد من الجميع وعدم التقليل من الآخرين، وإن رغب بالتعبير عن أمانيه الخاصة فله ذلك دون التقليل أو الإساءة لأحد، فالواقع الذي نشاهده من بعض المنتمين للإعلام لهو يثير الشفقة عليهم بما وصلوا له من فراغ بالمحتوى وضعف في الطرح وانتقائية بتقدير الحالات فعندما يكون الإعلامي الذي يظهر عبر المنابر الإعلامية بصفته مشجع وهم للأسف متفشون في وسطنا الرياضي والكثير من المنابر الإعلامية يخجل المتابع الرياضي المتعقل والمنصف من طرحهم غير المحايد والمنصف. أما الشق الآخر تعليق المشانق على طاقم التحكيم والحكام السعوديين وأنهم يجعلون من نادي النصر كبش الفداء وكل خسارة تعزى للتحكيم في ظل التراجع النصراوي بعد الثلاث جولات التي حصيلتها "صفر مكعب" من النقاط اتجهت الكثير من الأقلام بتوجيه أصابع الاتهام نحو حكم لقاء الشباب والنصر دورياً والتي انتصر بها الشباب في الثواني الأخيرة من المباراة بتعمد الحكم "شكري الحنفوش" وبقية طاقم التحكيم ظلم النصر ولم يكن منصفاً على الرغم من أن الشباب تأثر أكثر من النصر حول بعض الأخطاء والتي هي جزء من اللعبة ولكن الهدوء الشبابي كان سيد الموقف وعلو الصوت النصراوي الذي وسع الأفق كان الطاغي فمن كانوا بالأمس يتغنون بالحكم الحنفوش سمعنا المقاطع المتداولة في التواصل الاجتماعي بدعاء لم نسمع مثل يوجه لأعداء الدين والوطن، فيا من تحملون على عاتقكم أمانة الإعلامي نقول لكم توقفوا عن تصدير التعصب المقيت الذي يفضي للحقد والكراهية وهي منبوذة دينياً وسلوكياً وهو أمر لا ترضاه قيادتنا الحكيمة.