يعتبر الشاعر حسن بن محمد الزهراني أحد الرموز الثقافية التي يشار لها بالبنان في مختلف المناسبات المحلية والدولية؛ نظير ما يقدمه من جهود لخدمة الثقافة والشعر والأدب. «الرياض» أجرت هذا الحوار مع رئيس نادي الباحة الأدبي؛ وذلك على هامش مهرجان إلا رسول الله الذي نظمه النادي بمشاركة 43 شاعرا وشاعرة من أرجاء الوطن العربي. المرأة هي الحياة وأمنيتي أن تصبح الباحة عاصمة الثقافة العالمية * لنبدأ من نهاية ما تمّ مؤخرا.. ملتقى الباحة المسرحي الذي أقيم في زمن الكورونا كيف تم؟ وما أهم المكاسب والمخرجات؟ * ملتقى المسرح كان من أولويات اهتمامنا بعد أن أنجزنا بنجاح ملتقيات الرواية ومهرجانات الشعر والقصة؛ لنكمل بملتقى المسرح الضلع الرابع للمربع الذهبي الثقافي لنادي الباحة الأدبي، وكان المفترض أن يقام على أرض الواقع، ولكن سبقت الكورونا، فأقمناه افتراضياً وبكامل أركانه، فكان هذا التحدي نجاحا يضاف لنجاح المهرجان، وسبقاً يحسب للنادي حيث كان البرنامج يبدأ الرابعة عصرا وحتى الحادية عشرة ليلا، مشتملا في كل ليلة على عروض مسرحية، وقراءات نقدية للعروض، وكانت هناك جلسات علمية طرحت فيها أوراق علمية لكبار النقاد والمهتمين بالمسرح من أنحاء الوطن العربي، وكذلك ورش عمل وتكريم 17 مبدعا من رموز المسرح، وقد تم بحمد الله بنجاح كبير، ووجد من الأصداء في الوسط المسرحي والثقافي العربي ما لم نكن نتخيل، إضافة إلى سبق جديد على مستوى الوطن العربي لنادي الباحة في هذا الملتقى المسرحي، وهو (مسرحة الكهوف) حيث أنتج النادي وعرض مسرحية (كينونة) من جبل شدا التاريخي. أمنيتي أن تصبح الباحة عاصمة الثقافة العالمية * البعض يرى أن حضور الأندية الأدبية في المشهد الثقافي حاليا لم يعد كالسابق، بل يصفه البعض بالجمود بماذا يرد حسن الزهراني؟ * لا يقول بهذا إلا أحد اثنين إما غائب عن المشهد الثقافي ولا يتابع ما يدور فيه، أو صاحب موقف مسبق من الأندية، وهذا لن يرى عملها مهما عملت، لقد أحيت الأندية الأدبية مشهدنا الثقافي في شتى المجالات، وفي معظم أنحاء المملكة ببرامج وملتقيات ومهرجانات متنوعة لجميع فئات المجتمع. * عُرف عن نادي الباحة الأدبي اهتمامه الكبير بإنتاج العديد من الكتب في مختلف المجالات ودعم المواهب في هذا المجال.. ما الاستراتيجية التي عمل عليها النادي؟ وأبرز الصعوبات التي تواجه النادي في هذا المجال تحديدا وفي بقية المجالات الأخرى؟ * استلمنا النادي وهو يحتل المركز (ما قبل الأخير) في عدد الإصدارات بين الأندية الأدبية، وخلال فترة وجيزة وصلنا به إلى الفوز بالمركز الأول على مستوى الأندية على مدار أربعة أعوام متتالية في عدد الإصدارات وتنوعها، إضافة إلى الانتشار الذي كان عبر دار (الانتشار العربي ببيروت) والشراكة التي عقدناها معها، فأصبحت جميع مطبوعات النادي تحضر وبقوه في جميع معارض الكتب في الوطن العربي وتتوج هذا النجاح بنجاح أكبر وهو أن 17 إصدارا من إصدارات النادي فازت بجوائز عربية وجوائز محلية بحمد الله. أما الاستراتيجية التي نسير عليها فهي أننا وضعنا في حسباننا خدمة المكتبة العربية بما يليق بنادي الباحة وبالوطن والباحة من الاختيار الدقيق من الكتب التي تصل إلينا من كافة مناطق المملكة، وكذلك دول الوطن العربي، وهي كثر ليعرض على اللجنة يحال بعدها إلى محكمين سريين، وفي حال اختلف التحكيم يرسل لمحكم ثالث للترجيح، كما أخذنا في حسباننا أن نادي الباحة معني بالدرجة الأولى بمبدع منطقة الباحة، كما يخدم كل ناد مبدعي منطقته ليكتمل عقد خدمة المثقفين في أنحاء الوطن، كما أننا وضعنا في حسباننا الاهتمام بالمواهب الشابة وطبعنا لكثير منهم (الإصدار الأول)، أما الصعوبات التي نواجهها فأعتقد أن أهمها وأكبرها: الإعانة السنوية التي تجمدت على مليون ريال منذ أربعين عاما، وهي لا تفي بعشر طموحاتنا. * يُعتبر مبنى نادي الباحة الأدبي أحد المنجزات الثقافية التي يشار إليها بالبنان في المنطقة والتي تمت خلال فترة رئاستك للنادي، لكن البعض يرى أنه لم يستغل أو يستثمر بالطريقة المناسبة ما تعليقك؟ * بل استثمر كل جزء منه بحمد الله وأصبح مقصداً لجميع فئات المثقفين في المنطقة، إضافة إلى أن قاعة العنقري الثقافية التي تتسع ل 700 مقعد والتي كانت قبل الكورونا مركزاً لمناسبات النادي والكثير من الجهات الحكومية في المنطقة، وكذلك قاعة الملتقيات الأسبوعية والمكتبة العامة وقاعة التدريب التي حفلت بالكثير من الدورات التدريبية ومركز الفن التشكيلي والخط العربي وقاعة للعرض بجوار القاعة الكبرى ولكن الكورونا غيرت كل شيء. * الشعر العامي له جمهوره الكبير وحضوره القوي في الاحتفالات العامة والخاصة، ما رأي حسن في هذا النوع من الشعر وهل يتعارض مع الفصيح؟ * الشعر العامي لا يقل أهمية عن الشعر الفصيح وهو فصيح لا شك، ومنطقة الباحة تزخر بالكثير من المبدعين في هذا المجال، وقد تميز شعر المنطقة بما يسمى بالشقر وهو (الجناسن) وأنا من عشاق هذا الشعر وأكتبه، وإن كنت تلمح إلى غيابه من نشاطات النادي فإن لائحة الأندية الأدبية تخصصها للشعر الفصيح فقط. * فصل الربيع قادم والأنظار تتجه دائما في هذا الفصل باتجاه القطاع التهامي من منطقة الباحة، هل للنادي خطة لتفعيل الأنشطة في هذه المحافظات؟ * كالمعتاد سيقيم النادي مجموعة نشاطات ومعارض ضمن مهرجان الربيع في قلوة والمخواة، وبالتأكيد سيكون لها الصدى الأجمل خصوصاً أن اللجنة الثقافية في المخواة تضم مجموعة من المبدعين بقيادة الرائع ناصر العمري. * ما الأمنية التي يسعى لتحقيقها حسن الزهراني بعد هذا السجل الحافل بالإنجازات الثقافية والأدبية على مستوى الوطن وخارجه؟ * أما أمنيتي العامة فهي أن أرى العالم بلا حروب ولا كوارث ولا أمراض وأن أرى كل من على وجه الكرة الأرضية يتعايشون على المحبة دون عنصريات ولا حدود. أما على مستوى العمل الثقافي فهي أن أجعل من الباحة (عاصمة الثقافة العالمية). من إصدارات ودواوين حسن الزهراني