بينما يواجه العالم بأكمله العديد من التحديات السياسية والاقتصادية خلال جائحة كورونا التي غيرت مفاهيم كثيرة في السياسات الاقتصادية، وتوجه العديد من دول العالم إلى الإغلاق الجزئي أو الكلي بسبب ضعف الموارد في إدارة الأزمة وخصوصا بعد الموجة الثانية من الجائحة، ما تزال المملكة العربية السعودية تواجه التحدي التاريخي في إدارة الأزمات ومواجهة آثار الجائحة اقتصاديا وسياسيا بمستوى عال من المسؤولية وبالأخص دينيا والمحافظة على استمرار تأدية مناسك الحج والعمرة. فقد لاحظنا مؤخرا أن دولا تتجه إلى الإغلاق بينما المملكة العربية السعودية تتجه إلى فتح الحرمين الشريفين لأداء الشعائر الدينية ويحسب هذا الإنجاز من أعظم الإنجازات في التاريخ الإسلامي الذي يؤكد حرفية القيادة في المملكة في طرق إدارة الأزمات والمحافظة على مكتسبات الشعائر الدينية وخصوصا أن المملكة لها باع طويل في إدارة الحج والعمرة وتفويج الحجيج منذ مئات السنين وقد أخص الله هذه القيادة وهذا الشعب لخدمة ضيوف الرحمن في جميع الأوقات والأزمان. أما كدولة تقود العالم الإسلامي فما نراه هو الإهتمام الكبير الذي توليه القيادة في صحة ضيوف الرحمن بالمقام الأول وتلبية إحتياجات المعتمرين من كافة دول العالم، بالمستوى الذي يليق باسم خادم الحرمين الشريفين الذي أولى اهتماما كبيرا في بذل الغالي والنفيس للحفاظ على استمرار تأدية المناسك بشكل منتظم كما نراه اليوم، وعمل الاستعدادت اللازمة لاستقبال معتمري الخارج. وماتزال الجهات الحكومية تعمل على استخدام التقنيات لتطوير استقبال ضيوف الرحمن بشكل غير مسبوق ومهيب ونرى أن دماء الشباب السعودي تعمل بشكل ديناميكي وفكر متحضر ومتقدم ملفت للنظر، ولهذا عندما أطلق خادم الحرمين الشريفين هذا اللقب على نفسه لم يكن مجرد تسمية تشريفية إنما تسمية تكليفية معمولا بها كأولى أولياته في الحكم، وبمناسبة العودة التدريجية لفتح الحرمين أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الشاب الأمين الأمير محمد بن سلمان والشعب السعودي لنجاح أعمال مواجهة كورونا وفتح مناسك العمرة والوقوف كجبال طويق شامخة في مواجهة جميع التحديات. * سفير جمهورية موريشيوس لدى المملكة