اختلفت الآراء حول الاستعانة بالمدرب الوطني بعد إقالة المدرب الأجنبي، فمنهم من يحمل الأندية مسؤولية عدم الاهتمام بالمدرب الوطني واللجوء له فقط من باب تسيير الأمور حتى يتم التعاقد مع مدرب آخر، ومنهم من جعل اتحاد الكرة كبش الفداء بعدم ضغطه على الأندية لإتاحة الفرصة للمدرب الوطني حتى ولو في دوري الدرجتين الأولى والثانية، والبعض ذهب للإعلام بتعظيم الأجنبي وعدم الوقوف مع الوطني ودعمه، الأسباب كثيرة طرحها مختصون في هذا التحقيق حول المدرب الوطني واتخاذه مجرد مدرب فزعة.. «دنيا الرياضة» استقصت آراء عدد من المدربين لاستجلاء أسباب إقصاء المدرب الوطني.. الحل في قرار جريء يفرض المدرب الوطني السلوة: بحاجة لرابطة مدربين بداية أكد المدرب الوطني حمود السلوة أن المدرب الوطني «يحتاج في المقام الأول إلى ثقة مسيري الأندية، ودعم اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي، وحصر المدربين الوطنيين بمختلف مهامهم وتنوع مواقعهم، فاللجنة الفنية معنية بشكل مباشر إلى مبادرة بدعوة جميع المدربين الوطنيين إلى عقد ورشة عمل موسعة بالرياض للتباحث ومناقشة كل ما يهمهم، وطرح مشروع تأسيس رابطة للمدربين الوطنيين مرتبط بالاتحاد السعودي يسهم في تحقيق فرص تدريب بأندية الدرجة الثالثة والثانية والأولى على أن توضع معايير فنية ومالية لتصنيف المدربين الوطنيين طبقاً لرخصهم التدريبية». وأضاف السلوة: «تسهم وزارة الرياضة بالنسبة الأعلى من عقد المدرب الوطني وفقاً لمؤهلاته العلمية ورخصته التدريبية وأن يكون هناك تفرغ جزئي أو كامل، أما أن يكتفي المدرب الوطني بحصوله فقط على رخصة تدريب ولا يجد فرصة عمل تدريبي فهذه مسألة أخرى تحتاج إلى حلول، أما الانطباع السائد في المجتمع الرياضي من أن المدرب الوطني هو مدرب فزعة أو مدرب طوارئ فهذه ظاهرة ستزول حتماً وفق ما يطرحه رئيس وأعضاء اللجنة الفنية الأكثر قيمة تكريمية للمدربين الوطنيين ومطلبهم الأول هو تأسيس رابطة للمدربين الوطنيين تستطيع أن تدعم وتعزز من حضور المدربين الوطنيين في الأندية على كافة المستويات والدرجات». العشوان: نحتاج الدعم المباشر وبدوره قال المدرب فهد العشوان: «هذا موضوع مهم، وهو يشدنا إلى أن المسؤولين في الاتحاد السعودي لا يفرضون إتاحة الفرص للمدرب المواطن داخل الأندية، على العكس من المدرب الأجنبي الذي تمنح له الصلاحيات والدعم والثقة، نحن في حاجة إلى قرار يصدر من المسؤول الأول في الاتحاد بسعودة مدربي الدرجة الثالثة والثانية وإعطاء الفرصة الكاملة لهم في صقل المواهب وتطوير إمكاناتهم، وبعدها يتم على بقية الدرجات، نحتاج قراراً جريئاً من المسؤولين، عدد المدربين المقالين هذه السنة على مستوى الدرجات، رقم كبير وفي الأخير تتم الاستعانة بالكوادر الوطنية لإنقاذ الفريق، وبعدها يتم التعاقد مع الأجنبي من جديد، والإدارات تحتاج إلى الدعم والثقة بالمدرب المواطن، فلدينا الإمكانات والقدرات لتولي زمام أي فريق، الكادر الوطني مؤهل على أعلى المستويات من الخبرة والدراسة». المدربون يساهمون في المشكلة بقبولهم العمل المؤقت الدوسري: شهاداتنا على الرف وقال المدرب الوطني حمد الدوسري: «المدرب الوطني ظل سنوات طويلة عديدة وهو على الرف وسيظل ذلك، لأنه لا يلقى دعماً حقيقياً من جهة مسؤولة مثل الاتحاد السعودي، المدرب الوطني لا بد أن يعمل حتى بدوري أندية الدرجة الأولى، ليس بالضروري أن يكون بدوري المحترفين، وإذا ترك الأمر لرؤساء الأندية فلن يعمل المدرب الوطني، فسيستمر مدرب فزعات لعدد قليل من المباريات في الجولات الأخيرة من عمر الدوري أو حتى في وسطه ريثما يصل أجنبي». وأضاف: «هناك الكثير من المدربين الوطنيين لديهم الكفاءة العالية والشهادات، وعملوا مع مدربين عالميين، لكن أين الثقة، يمكن أن يجلس عشر سنوات بدون عمل أو ثلاث سنوات يطلب للفزعة، بصراحة هذه الطريقة لا تخرج مدرباً، والغريب الاعتماد الكلي على الأجانب والعرب من المدربين الذين يقدمون ويذهبون ويأتي غيرهم، والمدرب الوطني يتفرج، ويضع خبرته، وشهاداته على الرف ينتظر نادياً لعل وعسى، ولنا في الرمز خليل الزياني مثال لم يدرب سوى ناديين أو ثلاثة فقط، أما الأجنبي فيمكن أن تجده درب كل الأندية كذلك العرب في الدرجة الأولى، من هذا النادي لذاك النادي، ولا أعرف تفكير مسؤولي الاتحاد السعودي والأندية ونظرتهم تجاه المدرب الوطني، وأنت إذا كنت تريد تطوير شخص، فلا بد من منحه فرصة العمل، أما أن تخسر مبالغ ودورات ومحاضرات ومن بعد ذلك شهادته يضعها على الرف فما الفائدة؟، علماً أن الوطني عمل مساعداً لمدربين أجانب واكتسب الخبرة الكافية». الدبيخي: علينا أن نترك العاطفة وتساءل الناقد الرياضي حمد الدبيخي إلى «متى ينظر الإعلام إلى هذا الموضوع نظرة عاطفية في كرة القدم، فالأمر لا يتوقف على العاطفة، فمن يستحق أن يستغل الفرص ويثبت قدراته سيحصل على الفرصة، لكن هناك اندفاع كبير في الساحة التدريبية والبعض يستعجل، والبعض تعب في الحصول على الدورات التدريبية ثم فضل العمل الإداري أو الإعلامي، والحقيقة ما دام هناك قبول بالفزعة فسيظل الوضع على ما هو عليه ومن المهم عدم مزج الفكرة بالعاطفة لكي يتخلص المدرب نفسه والشارع الرياضي من الفزعة وهناك مفاتيح عدة اتخذها اتحاد الكرة ساهمت في إمكانية بروز بعض المدربين ولكنها تظل مرتبطة بظروف معينة». البيشي: مسؤولية الكل ويقول المدرب الوطني عبدالعزيز البيشي: «المشكلة يتحملها الجميع من وزارة الرياضة وإدارات الأندية والمدربين الوطنيين، فعندما يعبث ويتخبط مدرب أجنبي، فيكتفى بإقالته وينتهي الموضوع ويتكرر السيناريو كل موسم، وشاهدنا عدداً كبيراً من الإقالات ولم نشاهد المنبر الإعلامي يتحدث عنهم ويبقى المدرب الوطني هو مجال حديثهم، وتتحمل الوزارة كونها لم تدعم مشروع المدرب الوطني، وتتحمل الأندية المسؤولية أيضاً لأن معظم أعضائها لم يلعب كرة قدم وليس لديه أي نشاط رياضي قبل وجوده بالإدارة، ويتحمل المدرب الوطني الذي يقبل أن يكون صورياً ويوافق أن يكون أي شيء، فبعض المدربين يسيئون لسمعة المدرب الوطني دون أن يعلموا وهم يقبلون أن يكونوا مجرد رقم موجود». الدوسري الدبيخي السلوة البيشي