"السلام عليكم ... أبو محمد أين أنت؟" "في العمل" "العمل؟! الساعة الآن الخامسة مساءً! هل لديك موعد نهائي يجب تسليمه غداً أو لديكم ضغط عمل؟" "لا، لكن أرتب مكتبي والملفات القديمة وأكتب بعض الاقتراحات التحسينية لتسليمها غداً"! الولاء كلمة جميلة تطرب الآذان لسماعها، تشعرُ قارئها بالقرب وانتفاء الحواجز، والولاء الوظيفي تقرؤه وتراه في أعين الموظفين في أي منظمة بمجرد التعامل مع العاملين فيها. الولاء الوظيفي ليس إلا نتيجة لعملية طويلة تبدأ من جهة العمل مبادرةً واجتهاداً وتنتهي بها نتيجة وثمرة محورها الأوحد هو الموظف. لكي يكون الموظف موالياً لجهة العمل التي يعمل فيها يحتاج إلى عدة عوامل من أهمها شعوره بالأهمية في موقعه الوظيفي بغض النظر عن موقعه عمودياً في سلم الإدارة، كذلك شعور الموظف برعاية جهة العمل له سواء في بيئة العمل أو حتى خارجها كالخدمات الطبية المقدمة لأسرته، بل إن بعض جهات العمل زادت على الرعاية الطبية بالتكفل بدارسة الأبناء أو التكفل برحلة حج أو دورات لأهالي الموظفين. أيضاً تتعاقد بعض جهات العمل مع بعض المؤسسات الربحية بغرض تقديم خدمات مخفضة لموظفيها. شعور الموظف بالتقدير في الأماكن العامة حينما يُعلم بانتمائه إلى اسم جهة عمل مرموقة يزيد من ولائه دون شك لتلك الجهة. وهناك أيضاً طرق كثيرة متوفرة لدى الموارد البشرية كالتعويضات تنعكس أيضاً على رضا الموظف وشعوره بالاستقرار ما يؤدي أيضاً لمزيد من ولائه لجهة العمل. ليس من الصعب على ذي لب أن يدرك مدى تأثير الولاء الوظيفي وعائده الإيجابي على جهة العمل. إن الموظف الذي يتمتع بولاء عالٍ لجهة عمله يجعله يصل في أحيان كثيرة إلى اعتبار هذه الجهة أسرته الكبرى ويتصرف بناء على ذلك فتجده يعمل لها بدون كلل ولا ملل بل باستمتاع وحماس ويحرص على تمثيلها خير تمثيل، وليست هذه الثمرة الوحيدة من الولاء الوظيفي بل الثمار أطول من أن تحصر في مقال وأكثر من أن تذكر في مثال وقد قيل في الولاء شعبياً "مكسب الرجال ولا مكسب المال!" "السلام عليكم ... أبو محمد أين أنت؟" "في العمل" "العمل؟! الساعة الآن الخامسة مساءً! هل لديك موعد نهائي يجب تسليمة غداً أو لديكم ضغط عمل؟" "لا، لكن أرتب مكتبي والملفات القديمة وأكتب بعض الاقتراحات التحسينية لتسليمها غداً"! "ما الذي يجبرك على البقاء لأعمال غير مهمة ولا عاجلة يا أبا محمد؟" "مستمتع بالعمل يا أبا خالد! كأني في بيتي وبين أهلي وهم يستحقون من يعمل بجد لأجلهم!"